السؤال
ما رأي مستشارينا في هذا الأمر:
هل أدخل ابني للتعلم في المدارس العالمية (لغة إنجليزية)؟ وهل هذا الأفضل أم المدارس العادية؟
ما رأي مستشارينا في هذا الأمر:
هل أدخل ابني للتعلم في المدارس العالمية (لغة إنجليزية)؟ وهل هذا الأفضل أم المدارس العادية؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله العظيم أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
إن الأفضل لكل طفل أن يبدأ بحفظ كتاب الله الذي يرفع أهله ويدفعهم لكل نجاح وفلاح، وهذا هو الذي درج عليه أهل الإسلام كما ذكر ذلك ابن خلدون رحمة الله عليه، ولا شك أن القرآن يرسخ العقيدة ويطلق اللسان ويوسع المدارك، وينال به الطالب رضوان الله، ويكون ذلك في موازين حسنات والديه.
فإذا تقدم الطفل في حفظ كتاب الله؛ فالأفضل له أن يدخل المدارس العادية؛ شريطة أن يحسن اختيار المدرسة، ويتأكد أن المدرسين ممن يخافون الله، فإذا تقدم في دراسته فلا بأس في تعلم لغة أخرى بعد أن يجيد لغته الأصلية التي شرفها الله فجعلها وعاء لكتابه وسنة نبيه.
ولا نستطيع أن نحكم على جميع المدارس الأجنبية، ولكن يجب أن لا تخفى علينا الأهداف الأساسية لتلك المدارس، ولابد أن تكون مناهج التعليم والتربية متسقة مع ثوابتنا ونابعة من الحاجات الفعلية لمجتمعاتنا.
وكم يتمنى الإنسان أن يهتم رجال التربية والتعليم بتطوير المناهج حتى تلبي الحاجات الأساسية، مع ضرورة المحافظة على عقيدتنا وقيمنا؛ حتى نتخلص من شرور وآثار المدارس الأجنبية التي تدل على شيء من الانهزامية، وتلبي أهداف مجتمعات أخرى، وتنقل ثقافتهم إلى بيوتنا، فإن اللغة هي وعاء الثقافة.
وقد استطاع المسلمون أن يتقدموا وينشروا العلوم لقرون عديدة، مع محافظتهم على عقيدتهم وثوابتهم، وكانت أوروبا تبعث بطلابها للشرق ليتعلموا، ولا يخفى فضل شمس الأندلس على أوروبا المظلمة في ذلك الوقت، وإذا اعتز الناس بلغاتهم فنحن أولى بأن نتفاخر بلغتنا العظيمة، ونعيد المصطلحات العلمية كما كانت، ونجتهد في تعريب الجديد منها، فإنه ليس للتقنية والتطور لغة معينة، ولكن من جد وجد ومن راح استراح.
ومن طلب العلا من غير كد *** أضاع العمر في طلب المحال
وأرجو أن نعلم أن أمتنا لا تستفيد من علمائها إذا لم يكن عندهم دين وتقوى.
ولو كان في العلم من دون التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس
نسأل الله العظيم أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
والله الموفق.