السؤال
السلام عليكم.
أنا معجبة بشخص يعمل معي، ولكننا لم نتحدث إلا مرة، واكتشفت بعد ذلك أنه مرتبط، وقد تطورت مشاعري نحوه من الإعجاب للحب، فبدأت أدعو الله بأن يصرف عني حبه، ثم صرت أدعو إن كان ذلك الشخص خيرا لى فليزوجني إياه، أو يصرفه عني، ولكني أشعر بالذنب من الدعاء، لأني أخاف أن تكون دعوة بقطيعة، ولكني أتذكر قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأنه لا يحمل هم الإجابة، ولكن يحمل هم الدعاء، أي إذا لم يكن الله يريد أن يستجيب لي لما ألهمني بتلك الدعوة، أم هذه الدعوة ليست إلهاما من الله بل من الشيطان؟
أفيدوني ماذا أفعل؟ هل أستمر في الدعاء؟ هل هي محرمة؟ هل أتوقف عن الدعاء؟ أنا حائرة ومتضايقة، حتى حلمت به يقف أمامي وأنا أصرخ لست من نصيبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ا. م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
- أقدر مشاعرك واحتياجك لما يروي عاطفتك، وهذ أمر فطري فطر الله عليه عباده، ولكن ينبغي أن يكون الحصول على ذلك عبر القنوات المشروعة، ولا ينبغي إنشاء علاقة حب خارج إطار الزوجية وهذا للتنبيه ليس إلا.
- الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره ولا يمكن أن يتخلف، وسيأتيك رزقك في الوقت والرجل الذي قدره الله تعالى ليكون زوجا لك.
- ما تدعين به ليس صحيحا؛ لأن ذلك يعمق حبه في قلبك ويجعلك دائمة التفكير به، فاصرفي نظرك عن هذا الدعاء واستبدليه بالدعاء العام اللهم ارزقني الزوج الصالح الذي يسعدني في هذه الحياة.
- لا يجوز لك أن تعلقي قلبك بشخص خاصة وأنك تعلمين يقينا أنه خاطب، وقد تكون هنالك عقبات تحول بينك وبين الارتباط به حتى ولو لم يكن خاطبا، فعليك أن ترضي بما يقدره الله لك.
- الزواج -أيتها الفاضلة- لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، فالحرص لا يقدم قدر الله ولا يؤثر فيه والترك لا يعني عدم مجيء وحصول ما هو مقدر.
- أوصيك أن توثقي صلتك بربك وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، وأن تحرصي على أن تكون أسباب استجابة الدعاء متوفرة فيك، وأن تبتعدي عما يرد الدعاء.
- في حال أن تقدم لك شخص أوصيك بصلاة الاستخارة وأن تدعي بالدعاء المأثور، فإيكال المرء أمره لله تعالى الذي يعلم ما الأصلح له، خير من أن يجازف بنفسه؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.
- سير الأمور بعد صلاة الاستخارة بيسر وسهولة، ويكون الاتفاق في غاية من التفاهم، يدل على أن الله اختار لك ذلك الشخص، وتعثر التفاهم وانسداد الأبواب دليل على أن الله صرفه عنك.
- الحياة الطيبة لا تنال إلا من خلال الإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
- الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، إنه سميع مجيب.