أتناول أدوية القولون فأصبت بهلع من مضاعفات المرض، فما العلاج؟

0 54

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزى الله القائمين على الموقع خيرا وجعله في ميزان حسناتهم.
أعاني منذ ١٢ سنة من التهاب القولون التقرحي، وأتناول دواء بنتازا، وفجأة انتابتني حالة من الهلع والخوف من مضاعفات المرض، فقمت بعمل منظار للقولون، وكانت -الحمد لله- الحالة مستقرة، ولكن مع الهلع وأثناء المتابعة الدورية لاحظ الطبيب ارتفاع الضغط، فطلب مني عمل تحاليل صورة دم ووظائف كبد وكلى وغدة الدرقية، كذلك رسم القلب، و-الحمد لله- التحاليل ورسم القلب سليمة، فكتب لي دواء نورفاسك ٥م وكنكور ٢،٥، وقمت بإنقاص الوزن من ٨٢ إلى ٧٢ كيلو وطولي ١٦٧سم، مع العلم أني أتجنب أكل الدهون والمقليات والتوابل، وأنا غير مدخن.

مع حالة الخوف أصبحت أعاني من تجشؤ مستمر بعد الشرب أو الأكل، وكذلك أشعر وكأنه يوجد بلغم في أعلى الحلق يؤثر في البلع إحساس بالغثيان، خصوصا مع تناول الطعام مما جعلني أخشى تناول الطعام وأفقد الشهية، وقمت بعمل تحليل جرثومة المعدة في البراز، وكانت سلبية، شخص الطبيب الحالة على أنها ارتجاع المريء، وكتب لي دواء أوميز ٢٠ وموزابرايد، ولكن عندي وسواس وأخاف من وجود مرض خطير في المعدة أو المريء، فهل من الممكن تناول كل هذه الأدوية هو المسبب لمشاكل المعدة؟ وهل أنا بحاجة لزيارة طبيب نفسي وخصوصا أني إنسان بطبيعتي كثير التفكير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sayed tolb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: معظم أعراض الجهاز الهضمي - خاصة أعراض القولون العصبي - كثيرا ما تكون مرتبطة بوجود قلق نفسي، أو قد ينشأ منها القلق النفسي، والأعراض النفسية قد تظهر في شكل ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، يعني أن يكون هناك قلق ويصاحبه في ذات الوقت أعراض عضوية كالتجشؤ مثلا، وشعورك كأنه يوجد بلغم: هذا أحد الأعراض التي نشاهدها مع القلق النفسي، وكثير من الناس قد يحس كأن هناك كرة بحلقه، أو كأنه توجد تقلصات في المريء، أو قد يواجه صعوبة في البلع، كل هذه - يا أخي - ناتجة من الانشدادات العضلية، ناتجة من التوتر النفسي، وهذه الانشدادات تحصل على مستوى العضلات اللاإرادية الخاصة بالجهاز الهضمي.

الحالة ليست مرضا نفسيا، إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة، والتجاهل يعتبر أحد وسائل العلاج، وأن تجعل نمط حياتك نمطا فعالا، على مستوى الوظيفة، على مستوى التواصل الاجتماعي، على مستوى ممارسة الرياضة، والحرص على النوم الليلي المبكر، والتعبير عن الذات وعدم الكتمان، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك، هذه الأمور - يا أخي - هي الوسائل العلاجية المطلوبة.

الأدوية التي تتناولها هي أدوية محدودة المدة، بمعنى أنك لن تستمر عليها لفترات طويلة، فلذا أرجو ألا تنزعج من هذه الناحية.

في بعض الأحيان نعطي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وهذا يكون مفيدا جدا، ومن الأدوية التي أنصح باستعمالها في مثل حالتك العقار الذي يسمى (زولفت)، واسمه التجاري الآخر هو (لسترال) وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، واسمه العلمي هو (سيرترالين)، هو دواء جيد جدا ومفيد في مثل هذه الحالات، ويزيل القلق والمخاوف والتوترات والأعراض النفسوجسدية.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - يوميا، تتناولها لمدة أربعة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة - أي خمسين مليجراما - يوميا لمدة شهرين، ثم تجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وإن أردت أيضا أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا لا بأس به، حتى تطمئن أكثر، وقطعا لن تحتاج لمتابعات كثيرة. أهم شيء - كما ذكرت لك - هو تجاهل الأعراض، وترتيب نمط الحياة بصورة إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات