السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح مشكلتي في هذا الموقع بالذات لأنه موقع يمكن الوثوق به، وهو يقدم إجابة كافية ووافية.
أنا فتاة عمري 14 سنة، أعاني من الخجل والتردد والقلق النفسي؛ مما أدى بي للاكتئاب والانعزال عن المحيط منذ 10 سنوات، كل من يراني يصفني بالخجولة والخائفة حتى البنات والكبار من الأقارب يقولون لي: أنت منعزلة وخجولة ومنطوية وخائفة ومترددة وغريبة جدا وتافهة، وبعض زميلاتي يتجاهلنني، اعتقادا منهن أني متكبرة، وينعتنني بالتافهة والمسكينة، وأتميز بالصوت المنخفض الذي يزعج الناس.
عندما أتسوق يضحك علي البائع، والمارة في الشارع ينظرون إلي مستغربين من خجلي، وأكثر مرة كرهت فيها نفسي، فعندما سجلت في حصص الدروس الخصوصية أخبرت قريبتي المعلمة أني خجولة جدا في حضور التلاميذ الذين ضحكوا علي، وأيضا أبي وأمي وإخوتي يكرهونني لأني لا أجيد التصرف.
أريد حلا لمشكلة خجلي وصوتي المنخفض، واستغراب الناس مني؛ حتى أصبح اجتماعية طبيعية غير منعزلة ومنطوية، لكن أرجوكم لا أريد دواء، أريد علاجا نفسيا أو تطبيقيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ندى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مبارك عليك شهر رمضان، تقبل الله طاعتكم وصيامكم.
الخجل الاجتماعي موجود، والخجل قد يكون مصحوبا بشيء من الرهاب، أي الخوف وتجنب المواجهات، وأيضا الحياء قد يكون مكونا ثالثا، الحياء قطعا شطر من الإيمان.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: مشكلتك ليست كبيرة، ليست بالبشاعة والشدة التي تتصورينها، لا تكوني حساسة حول ما يقال من انتقادات أنك خجولة وأنك متكبرة أو شيء من هذا القبيل، هذه كلها انتقادات سلبية يجب أن لا تلتفتي إليها.
ومن جانبك قومي ببعض الخطوات العملية من أجل التغيير، أولا: فنيات التواصل مع الناس تتطلب أن يراعي الإنسان تعابير وجهه، ولغة جسده أي حركة اليدين على الأقل، وكذلك نبرة الصوت، هذه الثلاثة مطلوبة، وأنا أريدك أن تتدربي مع والدتك أو أحد أخواتك على تحسين هذه المهارات، حددي موضوع معين تودين تقديمه لوالدتك، اتفقي مع الوالدة أنك سوف تجلسين معها يوميا لمدة ربع ساعة لتقدمي لها موضوعا ومن ثم يحدث النقاش فيما بينكما لمدة 5 إلى 10 دقائق، تخيري أي موضوع في الدين في السياسة، في الأمور العامة، وتحدثي عنه لوالدتك أو لأختك أو لأحد قريباتك، وأثناء حديثك يجب أن تراعي تعابير وجهك هذا مهم جدا، أن تكوني مرفوعة الرأس، أن تنظري للشخص المخاطب في وجهه حسب ما كان ذلك ضروريا في بعض الأحيان، ليحسن الإنسان التعبير يستعمل حركة اليدين وليست يدا واحدة، ولا بد لنبرة صوتك أن تكون مرتفعة أن تكون عالية، وأنا أحبذ أن تقومي بتسجيل هذه الجلسات ومن ثم تستمعين لها بعد أن تنتهي الجلسة، وهنا سوف تستكشفين مصادر قوتك ومصادر ضعفك وكيفية معالجتها، هذه التمارين تمارين ممتازة إذا أخذت الأمر بجدية فسوف تتخلصين من هذه الظاهرة تماما.
في الفصل الدراسي أريدك أن تجلسي في الصفوف الأولى، وأن تعزمي وتصري أن تكوني مشاركة مع المعلمة، نقطة أخرى مهمة وضرورية إذا كان بالإمكان أن تذهبي لإحدى حلقات تدارس وتحفيظ القرآن، هذا سوف يطور مهارتك الاجتماعية، تطورا كبيرا، وهنالك تمرين نسميه التعرض في الخيال، تصوري نفسك بعد 10 سنوات من الآن وأنت قد تخرجت من الجامعة، وحباك الله بشهادة ممتازة وعمل ممتاز مثلا، وتريدين أن تقدمي موضوعا لزميلاتك في مكان العمل، تصوري هذا الموقف وكثفي التركيز فيما سوف تقولينه في هذا الموقف، هذا نسميه التعريض في الخيال.
تعريض آخر في الخيال: تصوري أن والدتك دعت بعض النسوة للمنزل وعليك استقبالهن والقيام بواجب الضيافة، وهكذا التعريض في الخيال والواقع بنفس المنهج الذي ذكرته لك هو الوسيلة الجيدة لعلاج حالتك، وأيضا تطبيق تمارين الاسترخاء سيكون مفيدا لك، إسلام ويب لديها استشارة رقمها 21356015 أرجو الرجوع إليها للتدريب على كيفية تطبيق هذه التمارين.
والله ولي التوفيق.