أمي تكره زوجتي وتريدني أن أطلقها، فهل أطيعها؟

0 48

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعيش في لبنان وزوجتي في سوريا مقيمة عند أهلها، ولدينا طفلة عمرها سنتان، أهلي بعيدون عنهم مسافة نصف ساعة بالسيارة، وأطلب من زوجتي زيارتهم أسبوعيا لصلة الرحم.

أهلي لديهم غرفتان، غرفة لأمي وأبي وغرفة لأخي العازب، وهم يطلبون مني أن تقيم عندهم وتقوم بخدمتهم، وأمي امرأة تصلي وتصوم لكنها تكره زوجتي وبينهما القيل والقال، وعندما ذهبت زوجتي لزيارتهم طردتها من البيت وأسمعتها كلاما، وزوجتي لم ترد بكلمة احتراما لها ولي.

والآن أمي تطلب مني أن أطلق زوجتي وإلا لن ترضى عني، وستغضب علي إلى يوم الدين، وأن لا أقف على قبرها لو ماتت ولن تهتم لي لو مت، علما أنها لا تقبل نصيحة أحد، وأنا لا أريد أن أظلم زوجتي، فهل أطيع أمي وأطلق زوجتي؟

علما أني متفاهم مع زوجتي لكن خلافها مع أمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك ويصلح الأحوال وأن يؤلف القلوب وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا يخفى عليك أن الشريعة التي تأمرك ببر الوالدة هي الشريعة التي تنهاك عن ظلم الزوجة، وعليه فإننا ندعوك إلى الاجتهاد في تأليف القلوب، وانقل لوالدتك أحسن ما تقوله عنها زوجتك، واحفظ لوالدتك مكانتها ولا تظهر عندها وقوفك مع زوجتك ودفاعك عنها، وابحث عن أخوال أو خالات أو الكبيرات العاقلات حتى يساعدنك في تلطيف الأجواء وتهدئة والدتك، واستمر في الإحسان لها وضاعف برك لها، ولا تقصر مهما حصل منها، مع ضرورة أن تعرف وتوقن أنه لا طاعة لها إلا في المعروف، وبما أنها لا تأمر بالمعروف فلا تستجيب لطلبها ولا تطلق زوجتك، وشجع زوجتك على إيصال الاعتذارات وإهداء الأشياء، وبث المشاعر الجميلة تجاه والدتك؛ لكونها الأكبر سنا، كما أن في ذلك إكراما لك أنت أيها الزوج.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بتوفير دعم معنوي لزوجتك خاصة بعد صبرها وسكوتها على ما حصل من الوالدة، علما بأن الموقف يدل على أن فيها خيرا كثيرا، ونحن لا ننصح بإرسالها لهم خاصة في فترة غيابك أو تكليفها بخدمتهم بعد طرد الوالدة لها وإصرارها على طلاقها، فمن الحكمة إبعاد الأشياء التي يحصل بسببها الاحتكاك.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، ونكرر التذكير لك بمضاعفة البر للوالدة والصبر عليها مع الاحتفاظ بزوجتك التي لم تجد منها إلا الخير.

وبارك الله فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات