السؤال
السلام عليكم.
أنا من أسرة غير مترابطة منذ ولادتي، ووصل بنا الحال إلى الهروب من المشاكل أنا وأسرتي، تجاوزت كل المشاكل إلا مشكلتي مع أختي، فهي تستفزني، تزعجني عند النوم، تدخل وتخرج كل غرفة أكون فيها بحجة أخذ أغراضها، إذا ناقشتها تحصل مشكلة، وإذا تجاهلت أبكي وأحزن وأحاول الانتحار، وأفكر في الهروب والعيش وحدي؛ لأني مريضة نفسيا ولا أستطيع الصبر، وأحيانا أخاف منها، ساعدوني، كيف أتصرف معها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هزار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ف
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب ويصلح الأحوال، ويعيد لأسرتكم الاستقرار.
رغم أن تاريخ المشاكل في أسرتكم -كما ذكرت- قديم وطويل إلا أن الخروج من دائرتها يسير -بحول وقوة العظيم الكريم- فاستعيني بالله وتوكلي عليه وثقي به، وانتظري نصره وفرجه وتأييده، وأنت -ولله الحمد- في عمر يؤهلك للتأقلم والتكيف، وفي وعي يعينك على تجاوز الأزمات، فتسلحي بالصبر، واعلمي أن أختك هي أولى من تصبري عليها، واجتهدي في مقابلة إساءتها بالإحسان، واحتسبي الأجر عند الله تعالى.
ننصحك بعد الدعاء الاجتهاد في تفادي أسباب الاحتكاك، والحرص على تفويت الفرص على الشيطان الذى همه إشعال نيران العداوات، ولا أظن أن في رد الإساءة بمثلها حل؛ لأن ذلك مما يزيد اشتعال النيران، كما أن الجو المتوتر يعمق الجراح والآلام النفسية والجسدية، واصرفي النظر عن فكرة الانتحار؛ لأنه يجلب غضب الله تعالى، فأنت مؤمنة؛ فاتقي الله وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، ودعي عنك فكرة ترك المنزل، ولا تخافي من أختك ولا تستفزيها، وفكري في الأمور التي تجلب لك حبها وصداقتها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع الموقع، ونشكر لك الثقة فيه والتواصل معه، ونرجو أن تفوزي بالأجر، ونسأل الله أن يلهمك الصبر ويوفقك.