السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالبة جامعية، وبحكم انشغالي وبحثي عما يخفف عني، قمت بقص شعري مدرج -ولد-، مظهره صحيح أنه يقال له ولد، ولكنه أطول من ذلك بقليل، والشكل يدل على الأنوثة، وليس فيه تشبيه بالرجال.
لقد لقيت هجوما من أهل الخير، وأنا حقيقة أحبهم ولا أقصد أن أتعدى حدودي؛ فإني أحب الله، ولا أريد أن أغضبه في شيء، ولقد قرأت أن زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم، رضوان الله عليهن- كن يأخذن من شعرهن حتى تصبح كالوفرة، ما هي الوفرة بالضبط؟ كثرت الأقوال فيها، وفي حدودها، والغالب أنها إلى شحمة الأذن، فهل ينبغي أن تكون جميع خصل الشعر إلى وفرة الأذن أم بعضها؟
أنا حقا متعبة من ذلك الهجوم، وأحس أن الموضوع أبسط من ذلك، فبماذا تفتوني؟
أريد توجيها يرضى به الله عني!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- المحبة لله، الحريصة على رضاه، في موقعك، ونشكر لك الحرص والاهتمام والسؤال، وندعوك إلى ترجمة كل ذلك إلى طاعة للعظيم الكبير المتعال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك في الناصحين والناصحات، وأن يحقق لنا جميعا في طاعته الآمال.
نحن لا نريد لأي فتاة أن تعتدي على شعرها، ولا نريد للشباب أن يعتدوا على اللحية، ومما يحكى عن أمنا عائشة رضي الله عنها: (إن الله زين النساء بالذوائب وزين الرجال باللحية) فحافظي على شعرك، واعتني به، واهتمي بتطويله، ولا تتابعي ما يظهر من موجات الموضة، والتزمي بما عليه الصالحات في زمانك ومكانك.
المقصود بالوفرة هو: أن يتعدى الشعر شحمة الأذن، والأهم من ذلك أن لا يكون بطريقة تشبه حال الرجال؛ لأن الشرع فيه لعن للمتشبهات من النساء بالرجال، وبناء على ذلك فإن أي هيئة فيها تشبه بما عليه الرجال تدخل في دائرة الممنوع، كما أن أي هيئة تعرف بها الفاسقات لا يجوز للصالحة أن تتشبه بها.
وأمر الشعر واللبس من الأشياء التي يراعى فيها -بجانب الضوابط الشرعية- ما عليه الصالحون والصالحات من أهل الزمان والمكان، وإذا كنت قد وجدت من هدي أمهات المؤمنين ما يبيح القص من الشعر، فلن تجدي ما يجعل القص بطريقة متدرجة، بل إن قص الشرع بطريقة متدرجة وغير متساوية لا يقبل حتى من الرجل؛ لأنه مما يدخل في القزع، ونحن حقيقة نعبر عن سعادتنا بحرصك على الخير، ولا نريد لأمثالك أن يفعلن ما فيه الشبهة أو يتعمدن ما يجلب لهن الانتقاد.
بارك الله فيك ولا تعودي للعمل المذكور، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أنك في مقام بناتنا وأخواتنا، ولا نرضى لك ما لا نرضاه لهن، بارك الله فيك وزادك حرصا وخيرا، واعلمي أن العاقلة تستفيد من مثل هذه المواقف، فاثبتي على الخير وأبشري بالخير.