فتاة تريد الزواج برجل متزوج مع رفض أهلها ذلك

0 492

السؤال

مشكلتي لا تخصني وإنما تخص صديقتي الغالية علي، فهي موظفة في إحدى الشركات، تعرفت على إنسان متدين، فيه كل الصفات التي تتمناها أي فتاة، بدأ اهتمامه بها كثيرا بأسلوب مؤدب، وعرض عليها الأمر عبر إحدى صديقاتها في العمل، لكن زميلتي رفضت في البداية؛ لأن هذا الشخص رجل متزوج وعنده أطفال، ومع مرور الوقت عمل لها موقفا خاصا بها وبأسرتها أعجبها كثيرا، وجعلها هذا الموقف تحبه من قلبها، مع العلم بأنها بنت مؤدبة جدا، فأنا أعرفها حق المعرفة، فهي لا تتعامل معه إلا في حدود الأدب، ولا تتواصل معه خارج العمل ؛ لأنها متمسكة بالعادات والتقاليد وقبل ذلك الضوابط الإسلامية، وتخاف من ربها، والذي زاد حبها وتمسكها به أنه طلب يدها رسميا من أسرتها، ولكن الفاجعة أن الأهل رفضوا، رغم أنهم يعرفوه حق المعرفة، فهو وقف معهم، وهم يعرفون أنه متدين وذو أخلاق عالية، ورجل صالح، وسبب الرفض أنه متزوج، وصديقتي ما زالت صغيرة، وليست محتاجة أن تتزوج برجل مثله، وهي جميلة أيضا، وهناك الألف ممن يتمناها (ذا كلام قاله الأهل) ولكن هو يحبها جدا، ومتمسك بتعاليم الدين، وهي أيضا مقتنعة به، وتشعر أنه لا يمكن أن تتزوج غيره، وفي نفس الوقت يؤنبها ضميرها إذا هي تخطت حق غير حقها في الكلام معه في حدود الأدب والأخلاق.

السؤال هنا: هل تتكلم معه في حدود الأدب فيما يخص وضعهم؟ وكيف يتم إقناع أهلها به؟ وهل هي مذنبة على عملها واتصاله بها في الحدود والضوابط؟ فهي تحبه جدا وهو أيضا.

أفيدونا جزاكم الله خيرا في أسرع وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يرزقك وصديقتك الفلاح والنجاح في الأولاد.

فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وبخوف الله ومراقبته ينال الإنسان الفلاح، وشكرا لك على رغبتك في الخير وحرصك على الإصلاح.

لقد أحسنت هذه الفتاة في تحرجها من مخالفة آداب هذه الشريعة العظيمة، وليس أمامنا إلا تصحيح هذه العلاقة بالرباط الشرعي أو قطعها إذا تعذر الوفاق وعجزنا عن إتمام مراسيم النكاح.

ولا شك أن المصلحة في أن يكون التواصل عن طريق أحد محارمها أو إحدى محارمه، ويمكن لهذا الرجل إذا فهم الوضع أن يصبر ويكرر المحاولات، ويدخل من الوجهاء من يعينه على بلوغ الغايات.

وأرجو أن تقدر موقف أهلها، فهم يريدون لها الخير، ولكن ربما أخطئوا الطريق حين ظنوا أن السعادة لا تكون إلا في الارتباط بالشباب، وفات عليهم أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا شك أن العبرة برأي الفتاة؛ لأنها هي التي سوف تعيش مع الرجل، وإنما يعتبر رأي الأهل إذا كان الرجل الذي رضيته سفيها فاسقا، أما إذا كان صالحا مؤدبا محبا للخير كما هو حال هذا الرجل فالرأي رأيها وحدها، ولكن من واجبنا أن نحسن التعامل مع هذه المشكلة، فلا ترفع صوتها، ولا تجاهر برغبتها في الارتباط بالرجل إلا لمن يفهمها من محارمها، ولا بأس من أن تطلب مساعدته في إقناع الأهل، وتذكيرهم بفضل ذلك الخاطب عليهم، ويذكر لهم ما فيه من دين وصلاح وليس الزواج بعدد من النساء عيب أو مخالفة لهذه الشريعة التي أباحت ذلك، بل قال ابن عباس: (خير رجال هذه الأمة أكثرهم نساء)، قال تعالى: ((فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع))[النساء:3]، وذلك هو الطريق الذي سار عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومضت عليه الأمة، حتى تسلطت علينا وسائل الإعلام، وحل بديارنا الكفار الأقزام، فنشأت في ديار الإسلام أجيال تحارب دين الله، وتتردد في قبول أحكامه، وقد دفعنا ثمن تلك المخالفات فامتلأت البيوت بالعوانس، وفتح الأشرار أبواب الفساد، وسدوا أبواب الحلال، وفتحوا نوافذ الانحلال، نسأل الله العفو والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات