أجد صعوبة وتقطعا في النوم وكثرة التفكير، فما العلاج؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت حالتي منذ أسبوع، حيث أحسست بآلام في الفخذ الأيمن، وكانت غير مستمرة، وبعد يومين بحثت عن السبب في الإنترنت، ووجدت أنها من أعراض سرطان البروستاتا. فأصبت بعدها مباشرة بنوبة هلع وخوف وتعرق وزيادة في ضربات القلب، وكنت أمشي إلى آخر البيت وأعود مرارا وتكرارا بخطوات سريعة بعد قراءتي هذا الخبر، ثم هدأت نفسي قليلا، وتوجهت إلى طوارئ المستشفى، وبعد عمل أشعة السونار وأخذ تحاليل البول والدم، والتأكد من كل هذا، وجدوا أني سليم ولا أعاني من أي شيء -ولله الحمد-.

بعد الحادثة بيومين بدأت أجد صعوبة شديدة وتقطع في النوم، ولا أنام إلا ثلاث أو أربع ساعات يوميا، بالإضافة إلى تعرق اليدين وكثرة التفكير، فذهبت إلى طبيب عام ووصف لي السبرالكس، ولكني لم أبدأ به حتى أستشير مختصا بالطب النفسي، ولم تتأثر حياتي الاجتماعية وذهابي إلى الأماكن العامة.

أرجو منكم تشخيص الحالة واقتراح خطة علاجية لي.

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت مررت بظرف عابر، وهو هذا الخوف من سرطان البروستاتا، ومخاوفك طبعا مخاوف لا مبرر لها، لا أساس لها، ولا علاقة لها بأي معلومات طبية صحيحة ورصينة، سرطان البروستات لا يأتي من هم في عمرك، وأن تقول أن من أعراض الألم بالفخذ: هذا بعد أن ينتشر المرض لدى كبار السن، وهذا ليس من الأعراض الرئيسية.

هذا الأمر حقيقة وسواسي وقلقي وتوتري، ولا أساس له من الصحة أبدا، ولا يلامس الواقع من قريب ولا من بعيد، فأرجو أن تزيل هذه الفكرة تماما عن خلدك، ولا تذكرها للناس، حتى للأطباء، حتى لا يستغربوا مما تقول. فاطمئن -أيها الفاضل الكريم-.

الذي بك هو قلق المخاوف، ويظهر أنه لديك في الأصل شيء من الاستعداد لهذا النوع من القلق، لأن هذه الآلام التي أحسست بها في الفخذ - ومن ثم بدأت في تأويلاتك الخاطئة - لن تحدث هذه التأويلات والأفكار الوسواسية إلا إذا كان في الأصل لديك شيء من الاستعداد للخوف وللقلق وللوسوسة. اصرف نفسك عن هذا الأمر تماما.

اضطراب النوم هو اضطراب ظرفي، لأنك دخلت في حالة قلقية وسواسية، فالنوم حاجة بيولوجية طبيعية، ومن هم في مثل عمرك يجب أن يناموا أفضل النوم.

أنا لا أراك محتاجا لعقار سبرالكس مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك، السبرالكس بالفعل دواء رائع جدا لعلاج القلق والخوف، لكن حالتك لا تستحق كل هذا العلاج، حالتك تستحق فقط أن تغير من طريقة فكرك، وأن ترتبط بالواقع، وأن تحقر هذه الفكرة، وأن تعيش حياتك بكل إيجابية، وأن تكون جادا في عملك، وتكثر من التواصل الاجتماعي، وترفه عن نفسك بما هو جميل وطيب، وتنظر إلى المستقبل بتفاؤل، وتكون عضوا مهما جدا في أسرتك، تكون شخصا فعالا، تضيف إضافات طيبة وجميلة للأسرة من ناحية الأفكار والأفعال، وحتى الأمور المادية.

إذا هذا الفكر السلبي المرضي يمكن أن يزال، ويمكن أن يتم استبداله بما هو أفضل، أن تعيش الحياة بصورة أكثر إيجابية كما ذكرت لك.

لتحسين النوم: من الضروري أن تمارس الرياضة، وأن تتجنب الميقظات التي تحتوي على مادة الكافيين، كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وأيضا هناك أنواع من الشكولاتة قد تحتوي على الكافيين، وهذه مادة ميقظة قد تؤدي إلى الأرق وعدم النوم أثناء الليل، فأرجو أن تتجنب تناول أي من هذه المكونات أو المشروبات في فترة المساء.

الرياضة مهمة جدا، الرياضة تنعش الجسد وتحسن النوم وتحسن الصحة النفسية، وتزيل القلق والتوتر، وحتى المخاوف، فاجعلها جزءا من حياتك.

ثبت وقت النوم ليلا، وطبق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، مرة في الصباح ومرة في الظهر، ومرة قبل النوم، وأذكار النوم مهمة، لكن الإنسان يجب أن يذكرها ويتدبرها ويتأملها، هذا مهم جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات