كيف أتوب إلى الله وأترك المعاصي؟

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب وفي المراهقة ارتكبت آثاما كثيرة وابتلاني الله بعدة أمور، واستشعرت عظمة ذنبي الكبير وأريد التوبة، ولكني للأسف لا أستطيع، وأشعر أني منافق والله لن يهديني؛ لأني لم أوفق للتوبة على الرغم من أني أريدها بشدة، وذلك بسبب الهواجس، وأعاني من علل كثيرة أخرى.

أريد الاستفسار ما هي علامات الوقوع في هواجس الكفر بسبب الوسواس القهري؟ وكيف أتوب منها؟ وهل الله يقبل التوبة من الكل وفي الحال إذا كان صادقا؟ وهل يحب الله عبده التائب مهما كانت ذنوبه عند إقدامه عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مراهق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم وفقك الله أن باب التوبة مفتوح لكل من أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، قال سبحانه: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر: 53].

وما عليه إلا أن يصدق في ذلك ويعزم ويأخذ بأسباب القبول ولا يقنط من رحمة الله، فهو غفور رحيم، يحب توبة التائبين ويغفر ذنوبهم.

فعليك بصدق العودة إلى الله، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه، والبحث عن رفقة صالحة ناصحة تساعدك على ذلك، وترك رفقاء السوء السابقين، والإقبال على الله بالأعمال الصالحة، وكثرة الدعاء والاستغفار، والذكر والتسبيح، وقراءة القرآن الكريم، وثق أن الله سيتوب عليك ويغفر لك ما سبق من ذنوبك.

ثم اعلم أن هذه الخواطر السلبية التي ذكرتها عن نفسك سببها الوسواس القهري الذي تعاني منه، فهو الذي يصف حالك بعدم التوبة ويضخم ذنبوك، ويجعلك تشعر بالقلق والكآبة واليأس، وربما كان حالك في الواقع غير ما تذكر.

لذا ننصحك: بعدم التصديق لهذه الوساوس والخواطر فهي من الشيطان، وعليك عدم الاسترسال معها، وقطع التفكير فيها، كما يجب عليك البحث عن جوانب الخير فيك وتشجيعها، وتقوية نفسك فيها حتى تشعر بثقة بنفسك، كما يلزمك الابتعاد عن الانطواء والانزواء على نفسك؛ لأن أكثر الخواطر السيئة تكون بسبب ذلك.

وعليك بكثرة الاستماع إلى القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وكثرة الاستعاذة من الشيطان الرجيم فإن الوساوس تسيطر على النفس إذا كانت غافلة عن ذكر الله.

ولا بأس من زيارة طبيب نفسي ثقة يشخص حالتك، ويصف لك بعض الأدوية المساعدة.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك، وأصلح حالك، وشفاك من كل داء يؤذيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات