السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على الموقع المميز وسعة صدركم واستقبالكم للأسئلة.
قبل فترة عانيت من آلام في منتصف الصدر، ووخزات قوية في القلب، ذهبت إلى المستشفى وأجريت تخطيطا للقلب والأنزيمات، كل الأمور كانت سليمة، بعد يوم عاودني الألم بنفس المكان، ذهبت مرة أخرى للطبيب ونتيجة تخطيط القلب سليمة، وكان لدي ارتفاع بسيط في أنزيمات القلب، مما سبب لي الخوف.
علما أن الدكتور لم يلتفت لهذه النسبة، وقال بأنها عادية جدا، وبعدها أجرى الطبيب سونار وإيكو للقلب، والنتيجة جيدة دون أي مشاكل، والقلب سليم و-لله الحمد- لكنني مازلت أعاني من الألم في منتصف الصدر، نفس شعور وكأن شيئا يجلس على صدري، فما هي مشكلتي؟ وكم تتراوح نسبة التروبونين الطبيعية في الدم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك أسباب كثيرة لآلام الصدر، وأنت مازلت في سن الشباب، وهذا يعني أن الاحتمال الأكبر أن يكون السبب في هذه الآلام هي آلام عضلات الصدر، وهذه العضلات تتأثر كثيرا بالوضع النفسي، ولذى قد تنقبض من سماع خبر غير مسر، أو الإحساس بالاكتئاب، أو الضيق، أو القلق والتوتر، وفي بعض الأحيان يكون من مفاصل الصدر.
والطبيب في مثل هذه الحالة يريد التأكد من أنه لا يوجد مشكلة في القلب، لأن معظم المرضى وفي كل الأعمار يتخوفون من مرض القلب، وهو أول ما يخطر لهم عند حصول آلام في الصدر.
وكثيرا ما يحصل أن المريض يتخوف أيضا، ويبقى مشغول البال حتى ولو تم تطمينه من قبل الطبيب، وبالتالي يبقى قلقا ومتوترا، وهذا يساعد على تقلص عضلات الصدر.
الحمد لله أن التخطيط كان طبيعيا، وفي مثل سنك فإنه من النادر أن يكون سبب آلام الصدر هو القلب، والتخطيط يطمئن لاستبعاد أن يكون سبب الألم مشكلة في القلب، من جلطة، أو التهاب عضلة القلب، أو تضخم عضلة القلب.
أما عن سؤالك عن أنزيمات القلب التروبونين:
فعند الإصابة باحتشاء عضلة القلب، أي عند حصول جلطة شرايين القلب، فإن عضلات القلب في المنطقة التي لا يصل لها الدم، فإنها تموت، وبالتالي فإن البروتينات الموجودة فيها تخرج من الألياف العضلية وتصل إلى الدم، ويرتفع مستواها الطبيعي في الدم، وهذا يساعد على تشخيص حصول احتشاء القلب.
هناك بروتينان يتم فحص مستواهما في الدم، هما الـ CPk والتروبونين (troponin).
هنالك حالات أخرى، إضافة إلى احتشاء القلب، التي يرتفع فيها أيضا مستوى أنزيمات القلب هذه، ومنها التهاب القلب الفيروسي، أو الوذمة الرئوية، وكذلك فإن التهاب العضلات وتمارين العضلات يمكن أن يرفع CPK.
يرتفع مستوى هذه الأنزيمات خلال ساعات من حصول الاحتشاء، ولهذا لا يمكن استبعاد حدوث الاحتشاء بالاعتماد على نتائج سلبية عند القيام بفحصها في الساعات الأولى من ظهور الأعراض المميزة للاحتشاء، ودائما يتم أخذ أمور أخرى بعين الاعتبار، وليس فقط ارتفاع الأنزيمات لتشخيص الحالة، ومنها الفحص الطبي وتخطيط القلب.
لا يتم الاعتماد عادة، على فحص واحد فقط، بل يتم إجراء الفحص عدة مرات خلال رقود المريض في المستشفى، خاصة وأن لطريقة الارتفاع والهبوط في مستويات قيم الأنزيمات أهمية لا تقل عن أهمية القيم نفسها.
فمثلا إن ارتفاعا في مستوى الـ CPK، قد يكون مرتفعا عند أناس يمارسون الرياضة دون أن يكون ذلك دالا على أي مشكلة في القلب.
بالنسبة لسؤالك عن النسب الطبيعية لتروبونين (TnI, TnT): فإنه يجب التأكيد على أنها قد تختلف من مختبر لآخر، لذا يجب معرفة النسب الطبيعية في المختبر الذي تجرى فيه التحاليل:
- تروبونين I) TnI): أقل من 0,4 نانوغرم/ديسيلتر.
- تروبونينT) TnT): أقل من 0,1 نانوغرم/ديسيلتر.
إذا كان الأنزيم مرتفعا فإنه قد يعني أن هناك احتشاء في القلب، ويمكنه الكشف عن الاحتشاءات الصغيرة.
ترتفع قيمة هذه الأنزيم أيضا في حالات الفشل الكلوي والوذمة الرئوية، ولكن مستوى الأنزيم يرتفع في هذه الحالات بشكل ضئيل نسبيا، ولا يصل إلى مستويات مرتفعة مثلما يحدث بعد الاحتشاء القلبي.
ترتفع قيمة هذ الأنزيم بعد 4 - 8 ساعات من احتشاء عضلة القلب، ويمكن أن تبقى مرتفعة لمدة 7 - 10 أيام بعد ذلك.
نرجو من الله دوام الصحة والعافية.