السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب كنت أتحدث مع البنات على الشات في أمور غير لائقة، وقد تبت إلى الله من ذلك، فهل ستحدث نفس الأشياء لزوجتي في المستقبل أو ابنتي من باب كما تدين تدان؟ أنا خائف وقلق من هذا الأمر.
تعرضت لصدمة اضطررت أن آخذ علاجا، والآن أرغب في الزواج، فهل أعترف لشريكة حياتي عن الموضوع، وعن علاقاتي السابقة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابننا وأخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يتوب علينا وعليك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.
التوبة تجب وتمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن تصدق الله يستر عليك ويحفظك ويصدقك، فاستر على نفسك، وأخلص في توبتك، واصدق في رجوعك وأوبتك، واجتهد في عمل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
لست مطالبا بأن تعترف بذنوبك لأحد من البشر، بل أنت مطالب بالستر على نفسك وعلى الآخرين، وإذا ذكرك الشيطان بذنوب تبت منها فجدد التوبة وزد في الاستغفار، فإن ذلك ينفعك ويغيظ ويطرد عدوك الشيطان.
وأرجو أن يعلم الجميع أن هذا النوع من الصراحة وهذه الطريقة في إظهار ذنوب سترها الله مرفوض، ويفتح أبواب شرور وشكوك وسوء ظن، بل إن الذي يدفعك للاعتراف هو الشيطان الرجيم، فاستتر بستر الله واصدق في رجوعك إلى الله، وأبشر بالخيرات من الله.
وليس من الضروري أن يحصل ما حصل منك لبناتك أو زوجتك، ولكن قد يحصل مع المقصرات من أهلك، ولكن العفيفة الطاهرة لا تتضرر بعمل الآخرين، ولا تزر وازرة وزر أخرى، والله سبحانه يدافع عن المؤمنين والمؤمنات ويحفظ من حفظه وأطاعه.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ثم بالثبات على التوبة، واعلم أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ في صيانتها لأعراض الآخرين، وعفا الله عما سلف، وويل لمن يصر على الذنوب.
نسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يوفقك، ومرحبا بك في موقعك.