السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب ارتكب الكثير من المعاصي والذنوب، والناس تعتقد أني شخص مثالي، لقد مللت من الحياة، أشعر أني إنسان قبيح لا يستحق الحياة، ولا التعامل مع الناس خاصة أخوتي الذين لا يعرفون حقيقتي.
هل يمكن أن أكون من الصالحين الأتقياء؟ هل ربنا سيغفر لي؟ هل سوف أدخل الجنة؟ أكتب لكم وأنا حزين أرغب في البكاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يبدل سيئاتنا وسيئاتك إلى حسنات، وأن يرفعنا عنده درجات، وأن يلهمنا رشدنا وأن يكتب لنا ولكم التوفيق والخيرات.
ما أكثر من كانوا على الغواية والشر ثم عادوا وتابوا فقبلهم التواب الذي ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، فعجل بالدخول إلى رحمة الرحيم. واعلم أن ذنوبك لو بلغت عنان السماء ثم لقيت ربك لا تشرك به شيئا وتبت إليه غفرها لك، وإن أخلصت وصدقت في توبتك بدلها لك بحسنات، فثق برحمة الرحيم وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يحاول أن يوصلك إلى اليأس فلا تكن من القانطين، وإذا كان الناس يظنون بك الخير فاستر على نفسك، ثم كن عند حسن مستوى ظنهم بك، واسأل الله عفوه ومغفرته، وردد ما قاله صديق الأمة -رضي الله عنه-: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون.
وأنت بلا شك تستطيع أن تكون من الصالحين الأخيار، وربنا يحب التوابين ويحب المتطهرين، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا واستغفارا خير من طاعة أورثت ذلا وتكبرا وافتخارا، وربنا غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، وأرجو أن تؤجر على حزنك وعلى ندمك وعلى التقصير فالندم توبة، وعليك الاجتهاد في باقي العمر وتدارك ما فات ما دام في العمر بقية.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله أن يوفقك ويتوب علينا وعليك.