السلام عليكم

أعاني من ثقل في الجانب الأيمن منذ أكثر من عام، يمتد من الرقبة مرورا بالكتف وعضلات الصدر والبطن في الجزء الأيمن، يزداد مع ركوب السيارة، مع العلم أنني كنت أركب السيارة لمسافات طويلة دون مشاكل.

كنت أعاني من قلق وتوتر وضغط نفسي لمدة كبيرة قد تكون أحد العوامل التي سببت الأمر، وعلى كل حال فقد أجريت كشفا عند طبيب أعصاب وباطنة وأشعة وتحاليل -والحمد لله- جيدة، والكالسيوم والفتامينات في جسمي جيدة.

ولم يفسر لي أي طبيب زرته مشكلتي، وهي تتعبني جدا جسديا ونفسيا، وقد أخبرني بعض الناس أن هذا قد يكون بسبب مشكلة بالأذن، أو بسبب كيس دهني صغير موجود على ظهري من الناحية اليمنى، كما أن رأسي من الناحية اليمنى أحيانا أجد به ثقل، والثقل في عضلات صدري وبطني يتعب تنفسي عندما يشتد، ويحدث لبطني وصدري تقلصات شديدة، وتنميل وضعف تنفس عندما أركب السيارة لفترات قليلة، وقد شخص الأطباء إنها حالة غير مفهومة.

أرجو الإفادة، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الآلام الجسدية المختلفة قد تكون عرضا من أعراض القلق النفسي، وقد تكون مؤشرا لاضطرابات نفسية، أو ما يعرف بالاضطرابات النفسوجسدية، أي تكون الأعراض جسدية ولكن المشكلة نفسية، وإذا كانت مرتبطة بالقلق فلا بد من وجود أعراض القلق النفسية الأخرى، كالإحساس التوتر والضيق وعدم الراحة النفسية والتشاؤم والتوجس، وهكذا.

وقد ذكرت أنت بنفسك أنك كنت تعاني من قلق وتوتر، وقد يكون هذا هو سبب هذه الآلام المختلفة التي تشعر بها، ومما يعضد على أن الآلام لها منشأ نفسي هي ألا تأخذ وضعا تشريحيا محددا، أي: لا تكون في جزء معين من الجسم حيث يمكن تفسيرها عضويا، ولكنها ترتبط بأجزاء مختلفة من الجسم مثل ما يحصل معك، إذ تمتد من الرقبة إلى الصدر ثم إلى البطن، وعادة الآلام العضوية -يا أخي الكريم- تكون مركزة في جانب محدد، أي آلام في الرقبة، أو آلام في الصدر، أو آلام في البطن، ولكنها لا تشمل الجسم كله.

الكيس الدهني الصغير أو مشاكل الأذن من الناحية العضوية لا تسبب هذه الآلام بالطريقة التي شرحتها أنت، ودائما طبعا عضلات الجسم مرتبطة ارتباطا شديدا بالتوتر والقلق، لأنه عند القلق والتوتر يفرز الأدرينالين، وهذا يؤدي إلى شد العضلات.

فحالتك قد تكون غير مفهومة لأطباء الباطنية، ولكنها مفهومة للأطباء النفسانيين، فنصيحتنا لك بزيارة طبيب نفسي حتى يركز على النواحي النفسية، ويجري لك فحصا نفسيا، ويصل للتشخيص السليم، ومن ثم إعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدد خطاك.