تحسست رقبتي فوجدت ورما صغيرا فأصابني الخوف، أرجو الإفادة.

0 36

السؤال

عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، منذ أسبوعين وأنا جالس وضعت يدي على رقبتي في الجانب الأيمن وإذا بورم صغير، فبدأت أشعر بالخوف، وصرت أتحسسه كل فترة، وكأنه يصعد إلى أعلى الرقبة، وبعد دقائق وصل إلى أسفل الأذن، ولكنه لم يعد هناك كأنه اختفى، ولكنني أصبحت أشعر كأن شيئا صلبا تحت أذني ليس ورما، ولا أعرف ما هو؟

أصابتني نوبات قلق بسبب ذلك، وحموضة المعدة وأعطاني الطبيب دواء لم أستعمله، وأصبحت أستعمل الدواء التقليدي وتركت التدخين فورا، وأصبحت في تحسن، ورجع وزني الذي نقص بسبب هذه النوبات والقلق -والحمد لله- النوبات والقلق لم يعودوا كالسابق، فأنا في تحسن -ولله الحمد-، ولكن ما يقلقني هو الشيء القاسي -الذي ذكرت لكم آنفا- مع أنه يختفي أحيانا ولا يرى بالعين، فقط عندما أتحسسه بيدي، ولاحظت أن بعض أصدقائي لديهم مثله فهل هو طبيعي أم ماذا؟

أفيدوني بشأن هذا، وبشأن الوسواس القهري والقلق.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يجب أن تعلم أن كل الناس أو معظمهم على وجه الدقة: أنا وأنت ومعظم الناس من الأقارب والأصدقاء لديهم بعض الغدد الليمفاوية سواء في زاوية الفك، أو أعلى الرقبة، أوخلف الأذن، أو في الإبط أو أعلى الفخذ، وهذه وتلك لها علاقة بالالتهاب المتكرر في تلك الأماكن.

حيث أن الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية تمثل جزءا مهما من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا، أو مادة الليمف من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية كأنها تمثل شبكة الصرف الصحي في جسم الإنسان إلى أن تصل إلى وريد قرب القلب لتصب في الدورة الدموية؛ لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى؛ ولكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.

ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة أو الأذن فإن هذه الغدد في زاوية الفك وخلف الأذن تلتهب أيضا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة, وإذا إلتهبت فروة الرأس حول الأذن، أو التهبت الأذن الخارجة، أو الوسطى نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس، وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك، ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما تظن.

وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب فإن الغدد والأوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق -كما قلنا-, ولكن يكبر الحجم تدريجيا؛ حتى تصل إلى حجم محسوس مثل حجم حبة الحمص، أو الفول الصغيرة وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.

وإقلاعك عن التدخين أمر رائع وعليك إستجماع قواك، وعدم العودة الى التدخين مرة أخرى مهما كانت المغريات أو الضغوط من حولك؛ لأنك قد أنقذت رئتيك من الالتهاب المزمن وأنقذت شرايينك ونفسك من ضرر محقق، مع أهمية ممارسة رياضة المشي وأخذ قسط كاف من النوم، والتعود على الأذكار والدعاء والتزام الصلوات في وقتها، واجعل لك وردأ يوميا من القرآن، وتناول الغذاء الصحي، وتناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية، والإكثار من الفواكه والخضروات والحبوب لتقوية المناعة، ولا بأس -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات