السؤال
أريد أن أعرف أهمية المواظبة على أوقات تناول الطعام ثلاث مرات في اليوم في بناء الجسم الصحي؟ وكذلك دورها في تنشيط الذهن والتخلص من الإرهاق والكسل؟
وشكرا.
أريد أن أعرف أهمية المواظبة على أوقات تناول الطعام ثلاث مرات في اليوم في بناء الجسم الصحي؟ وكذلك دورها في تنشيط الذهن والتخلص من الإرهاق والكسل؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن من قواعد الصحة العامة تناول ثلاث وجبات موزعة توزيعا شبه متساو على النهار، كما وأن البعض ينصح بوجبات عديدة وخفيفة، والتي تكون أفضل من وجبة واحدة كبيرة، حتى ولو تساوت هذه الوجبة بمجموعها وبكميتها في الميزان مع الوجبة الواحدة العملاقة.
يوجد في الجسم شيء يسمى الساعة البيولوجية، وهي التي تشعرك متى وقت النوم، ومتى وقت الاستيقاظ، ومتى وقت الطعام، ومتى وقت الرياضة والحمام، فإن كانت هذه الساعة تعمل بانتظام أي أن صاحبها منظم لوقته، فإن الجسم يكون منسجما مع واقعه، وأما إن كانت هناك فوضى، أي كل يوم تتغير ساعات النوم والأكل والرياضة ودخول الحمام، عندها يضطرب الجسم ويشعر بالكسل والخمول ولو بعد الراحة، أي مثل ما يحدث مع المسافرين لبلدان بعيدة، فيشعرون بعدم الراحة؛ وذلك لاضطراب الساعة البيولوجية وتوقيتات الوظائف الحيوية في الجسم.
ولعلنا ندرك ذلك من أول أيام رمضان لغير المعتادين على الصيام الذين قد يصابون بما يسمى اضطراب النوم وتغيير مواعيد الطعام، ولكن خلال أيام وبالتدريج وبقدرة الله التي أودعها في الكائنات الحية على التكيف تنزاح عندهم المشاعر البيولوجية لتناسب الوضع الجديد، والذي ما يلبث في العيد أن يعود للاضطراب بسبب التغيرات الجديدة.
إن النظام جيد ولكن لابد من بعض التدريبات التي تقوي الجسم وتشعره بالخطر، وأن النعم لا تدوم، فليس كل من جاع وجد وجبات ثلاث، سواء لفقر أو لمهنة أو ضرورة، لذلك فإن رمضان يعتبر التدريب الذي يقوي من سعة وطاقة ساعتنا البيولوجية في مجالاتها المختلفة .
إذن: نظم وقتك البيولجي وستشعر بالنشاط، ولكن تدرب بين الحين والآخر على بعض الشدائد فإن النعم لا تدوم.
وبالله التوفيق.