السؤال
السلام عليكم
ابنتي مسلمة -وللأسف- غير ملتزمة لا بالحجاب ولا بالصلاة، تعمل في احدى الدول الخليجية، تعرفت على شاب مسيحي عربي، وقد أخبرتني بأنها تريد الارتباط به، وأنه سوف يعلن إسلامه لكي يتزوجها وفق الشريعة الإسلامية.
أنا ووالدتها لسنا موافقين على هذا الموضوع، وقد أبلغناها رأينا بكل وضوح من خلال حوار هادئ وحضاري، المشكلة أنني أعيش في دولة أخرى، ولا يمكننتي الذهاب للعيش معها والسيطرة عليها، علما أنها مهندسة وصاحبة دخل ومستقلة بحياتها.
من خلال الحوار معها وعدتني بأنها سوف تنهي الموضوع، ولكنني لست واثقا من كلامها ووعدها.
ماذا أفعل في حال استمرت بعلاقتها، كيف يمكنني إقناعها بالعدول والتراجع عن أي قرار أحمق قد تتخذه؟
أرشدوني وانصحوني جزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
أهم ما يمكن أن تعتني به هو كيف تجعل ابنتك تلتزم بالصلاة وتقوي إيمانها من خلال تنوع الطاعات؛ لأن الإيمان بالله سبحانه هو الذي يولد في النفس مراقبة الله والالتزام بأمره ونهيه.
اجتهد في نصحها والأخذ بيدها وتخويفها من الله سبحانه فهذه مسؤوليتك التي لا يمكن أن تتنصل منها؛ لأنك ولي أمرها والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من ولاه الله رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة).
لقد تساهلت كثيرا مع ابنتك وإلا فكيف تسمح لها أن تعيش وحدها في بلد لا يوجد لها فيه محرم وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسير يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم)، فكيف تأمن عليها العيش منفردة ألم يكن بإمكانك أن تبحث لها عن عمل في البلد الذي أنت فيه أم أن المادة صارت أهم وهل وصل عملها إلى درجة الضرورة بحيث لو لم تعمل لأصابها الحرج الكبير الذي لا تستطيع تحمله.
ابنتك تدرك أنه لا يحل لها أن تتزوج بغير المسلم ولذلك يخشى أن يكون اعتناق هذا الرجل للإسلام لفظيا فقط من أجل أن يتم عقد النكاح وفق الشريعة الإسلامية، ثم بعد العقد يعود إلى ما كان عليه فلو كان محبا للإسلام فليعلن إسلامه لا من أجل أن يتزوج بها.
أنت ولي أمرها، ولا يكون عقد النكاح صحيحا إلا إذا أجري على يديك، وعلى ابنتك أن تكون موقنة أن أي طريقة أخرى إنما هي زنا فلا يحل لها أن تزوج نفسها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)، ويقول: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فنكاحها باطل).
لم تضق الدنيا بابنتك فهنالك من المسلمين ممن يحمل الشهادات العالية والتخصصات المختلفة من يمكن أن يتقدموا لها، ولا بأس أن تبحث لها عن رجل صالح ليتقدم لها، فليس في ذلك عيب فقد كان الرجل من أسلافنا يبحث لابنته عن زوج ويعينه على ذلك.
عليك أن تكون حازما مع ابنتك في هذا الأمر، ولا تتساهل معها ولو أدى الأمر إلى أن تعيدها لتسكن معك في البلد الذي تقيم فيه.
هذه نصيحة صادقة لك قبل أن يقع الفأس في الرأس كما يقال، وأسأل الله تعالى أن يلهم ابنتك الرشد ويعينك على حسن توجيهها إنه سميع مجيب.