قلقة من مستقبلها مع زوجها .. الموقف الصحيح

0 509

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ ست سنوات ورزقني الله بطفلتين، ومنذ إنجابي للطفلة الأولى قررت أن آخذ إجازة من عملي للتفرغ للمنزل وواجباتي كزوجة وأم.

وأثناء فترة عملي وقبل الإنجاب كان زوجي يأخذ مني راتبي بسيف الحياء ويعطيني مصروفي، ولم أكن موافقة على هذا الوضع، ولكنه كان دائما يقول لي أننا في بداية مشوار الزواج، والبيت يحتاج إلى كل قرش، ويجب أن نتعاون معا لنصل إلى بر الأمان.

وقد ادخر زوجي مبلغا من المال اشترى به سيارة مستعملة، وسجلها باسمه هو فقط، مع العلم بأن المال المدخر مال مشترك من راتبه وراتبي معا.

وبعد إنجابي وبقائي بالمنزل دون عمل أصبح بخيلا جدا، حتى أنه يشتري ما يعجبه هو من الطعام، ولا يلبي رغباتي أنا أو بناتي، ويأكل هذا الطعام بمفرده، ولا يحب أن يشاركه فيه أحد إلا بالشجار، ولكنه أحيانا كان يلبي رغباتنا.

وحاليا هو يعمل في وظيفة تدر عليه مالا كثيرا ودائما ما يدعي أنه لا يوجد باقي من راتبه؛ حتى لا أطالبه بما يحتاج إليه المنزل أو الأطفال.

وعندما طلبت منه أن يدخر مبلغا من المال من أجل بناته، قال أنه يدخر المال للأسرة كلها؛ حتى لا نتحاج لأي شخص، ولكن كل شيء باسمه هو.

وعندما ادخر مبلغا من المال باسم الطفلتين قال لي بأنه سيقوم بسحبه قبل بلوغهن سن الرشد؛ حتى يكون المال تحت تصرفه هو فقط، وحتى لا يأتي لهم عرسان يأخذون هذا المال على الجاهز.

وبعد النقاش معه قرر أن هذا المال سيظل لهن ولكن دون علمهن؛ حتى لا يتصرفن فيه إلا بعد وفاته، إلا إذا احتجنا له.

وبصراحة أنا لا أشعر بالأمان معه؛ حيث أنه يكذب كثيرا، ويخفي عني مدخراته الحقيقية، في حين أنني أعلمها من أخي الذي يعمل معه في نفس المكان.

وعندما حدثته عن تأمين مستقبلي قال لي بأنني سيكون لي راتب إذا عدت للعمل وقطعت الإجازة، وأن لي معاشا فلا يحق لي طلب تأمين المستقبل منه.

وأنا لا أستطيع العودة لعملي الآن؛ لأن طفلتاي ما زالتا صغيرتان وتحتاجان إلي.

وهو يرفض حتى أن يجعلني أعتمر أو أحج؛ متعللا بأنه غير مكلف بهذا حتى إذا كان مقتدرا، ولا أعرف كيف أتصرف معه!! فهو كثير الكذب وكثير الوعود ولكنه لا يفي بها أبدا.

وقد فقدت ثقتي فيه، ولم أعد أشعر بالأمان معه، فقد أصبحت المادة هي شغله الشاغل عن كل شيء، بجانب أنه أصبح سليط اللسان، ولا يردعه شيء عن ضربي أو ضرب البنات، أو سبنا بصوت عال أمام الجيران أو أمام أهلي.

فأرجوكم، بماذا تنصحونني حتى أصلح منه واستمر معه من أجل بناتي؟ وهل في الطلاق حل لي؟ حيث أنه يلوح به كثيرا كلما حدثت مشكلة بيني وبينه.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، آمين.

بخصوص استشارتك والتي تتعلق بتأمين مستقبلك أقول لك ـ أيها الأخت الفضلى ـ إن العقبات في طريق الحياة الزوجية كثيرة والابتلاءات متعددة، وقلما يوجد زوجان ليس في حياتهما أي مشاكل فهذا نادر، ولكن المشاكل تتفاوت ومن هنا فأقول: إن رأس الأمر بين الزوجين هو الصبر، أن تصبر المرأة على سوء الرجل ويصبر الرجل على سوء المرأة.

فإذا علمت ذلك فإن سلوك زوجك معك ليس سلوكا حميدا، فواجب الزوج هو أن يكون صريحا وصادقا مع زوجته حتى تقوم الحياة بينهم بمودة ورحمة؛ لهذا أقول لك ـ أيها الأخت ـ لا تنزعجي كثيرا من سلوك زوجك، أولا إن المستقبل بيد الله والأرزاق بيده؛ فهو الرازق للزوج وللبنات، وهو رازقك، ثم إن الدنيا غير معروفة هل يذهب منها أولا الأب أم البنات أم الأم، ومادام الأمر كذلك فيجب ألا يكون مستقبلك ومستقبل البنات هاجسا يقض مضجعك ويقلقك، بل اعلمي أن الأمور بيد الله يقدرها كيف يشاء.

ولكن لا بأس من باب: أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، أرى لا بأس بعد أن كبر الأولاد قليلا أن تعودي لعملك وتدخلي الصغار لدور الحضانة أو الرياض، ومن بلغ سن المدرسة تدخلينه المدرسة وترجعين لعملك إن كان بإمكانك التوفيق بين واجبات العمل والمحافظة على المواعيد وبين واجبات البيت، فهذه وسيلة لتأمين المستقبل.

الثانية ـ أختي ـ التأمين الأكبر هو أن تهتمي بأولادك وتربيهم تربية إسلامية، وتهتمي بدراستهم وتعليمهم وتأديبهم وأخلاقهم وسلوكهم، وبجانب المدرسة تدخلينهم دار التحفيظ، سواء كانوا ذكورا أم إناثا، وعندما يشبون ويخرجون سيكونون لك تأمينا حقيقيا للمستقبل.

أما معاملة زوجك فأرى أن تقابليها بالإحسان والصبر إن استطعت، فهو خير لك في الدنيا؛ لأنه سيرجع عن معاملته لا محالة، وتكونين حافظت على أسرتك من الشتات، وأما في الآخرة فلك الخير الكثير؛ لأنك ستكسبين أجرا وثوابا من الله تعالى، فأرجو أن لا تردي السيئة بالسيئة، بل عليك أن تردي السيئة بالحسنة، فلم أجد وسيلة لإصلاح الزوج من الصبر أولا، والمعاملة الحسنة معه ثانيا!

وفقك الله في حياتك وبلغك مقصودك، آمين، وعليك بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تعالى.



مواد ذات صلة

الاستشارات