السؤال
السلام عليكم
في بداية رمضان عانيت من ضيق تنفس ولكنني لم أنتبه له كثيرا؛ لأنه كان خفيفا، وفي يوم العاشر من رمضان وأنا أقرأ القرآن الفجر أحسست بتسارع دقات القلب، وضيق التنفس بشكل شديد، ودوخة وخوف، وكأنني سوف أموت، ثم بعد فترة قصيرة عدت لطبيعتي، لكن بقي الخوف والرعشة.
ذهبت للمستشفى وأجريت كافة التحاليل وتخطيط القلب وكل شيء سليم إلا نقص فيتامين د، وصرف لي الدكتور مكمل غذائي، ولكن التفكير في الموت والخوف مستمر، وأحسست فيما بعد أن كل شيء حولي غريب، أراقب طفلي وأحس أنني مستغربة أن عندي طفلا، وأطالع أي شيء حولي وأحس أن أشكالهم غريبة، هذه الحالة مستمرة معي، فلا أحب الجلوس في بيتي، وكل يوم أخرج حتى تخف الحالة.
بالنسبة للخوف من الموت مع تكرر النوبات علمت أنه شيء غير حقيقي، وقدرت بشيء بسيط أن أتجاهله كلما طرأ علي، لكن ليس بشكل دائم.
يأتيني صداع ودوخة كلما قمت من مكاني، يجب أن أقف قليلا حتى تذهب الدوخة والصداع، أشعر بشيء يشد على رأسي، مع ألم في المعدة، والشعور بالاستغراب من كل شيء ملازمني حتى الآن، علما أنني أحاول التجاهل بقدر المستطاع، لكن هذه الحالة أصبحت تؤرقني.
أريد العودة لحياتي السابقة، وأحافظ على الأذكار وقراءة سورة كل يوم والرقية، وحتى بعد أن ارتفع فيتامين د ظلت الحالة مستمره مع، علما أنني أكملت حملي بالشهر الرابع، والنوبة أصابتني قبل الحمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فما حصل معك في البداية في رمضان هي نوبة هلع واضحة، وبعدها صارت تأتيك أعراض قلق وتوتر، وهذا أيضا شيء طبيعي؛ لأن نوبة الهلع قد تكون جزءا من اضطراب القلق، وقد تكون هي مقدمة لاضطراب الهلع، واضطراب الهلع يتمثل في تكرار نوبات الهلع، ويتمثل في خوف من حدوث هذه النوبات، والتوجس دائما منها بعد حدوثها، ويستمر هذا الخوف ويظل ملازما للشخص.
وأيضا عندك أعراض الأنية، باستغراب الأشخاص من حولك وأنهم تغيروا، وهذه أيضا من أعراض القلق والتوتر.
إذا معظم الأعراض التي تشكين منها هي أعراض قلق وتوتر، وعلاجها قد يكون بإعطاء بعض الأدوية، ولكن طبعا الآن أنت حامل فيجب الحرص في إعطاء الأدوية في فترة الحمل، وبالذات في الفترة الأولى، وإن كنت الآن تجاوزت فترة الثلاثة أشهر الأولى.
الحمد لله نوعا ما استطعت بمجهودك الشخصي تجاهل هذه الأشياء، ولكن قد تحتاجين إلى مساعدة من معالج نفسي بدون أدوية، وبالذات هذا المعالج سوف يعلمك كيفية الاسترخاء، تحتاجين إلى الاسترخاء أكثر من التجاهل، لأنه إذا استطعت تعلم الاسترخاء فبالتالي سوف تذهب أعراض القلق والتوتر، والاسترخاء إما أن يكون عن طريق استرخاء العضلات، أو قد يكون عن طريق تمارين التنفس المتدرج.
على أي حال: سوف يختار المعالج النفسي الطريقة التي تناسبك والطريقة التي تتماشى مع حملك الآن، وفي الآخر الأمر إذا تطلب الوضع أخذ أدوية فهناك بعض الأدوية التي يمكن أخذها أثناء الحمل ولا تكون مضرة أو مؤذية للحمل، وبالذات بعد مرور الثلاثة أشهر الأولى، ولذلك بعد العلاج النفسي إذا لم يحصل تحسنا عليك بمقابلة طبيب نفسي، ولكن إذا تحسن الوضع فقط بالعلاجات النفسية بدون أدوية فهذا يكون أفضل في فترة الحمل.
وفقك الله وسدد خطاك.