السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أشرح مشاكلي باختصار، وأرجو أن أجد لها حلا؛ لأني تعبت، فأنا لدي مشاكل عديدة رغم سلامة التحاليل..
المشكلة الأولى: صوت قرقرة أو بقبقة عند بلع اللعاب، الصوت يبدأ في الوسط الصدر ويخرج من فم المعدة بدون ألم، ولكن الصوت يزعجني، فطبيب المعدة قال: كل شيء سليم هناك بعض من الغازات فقط، وأعطاني الأدوية، ولكن ما زال الصوت موجودا.
المشكلة الثانية: شد في جهة القلب تحت الإبط الأيسر وفي الظهر عند التدخين، تأتيني مثل الوخزات، وعند وقف التدخين يبدأ مكان الشد بإصدار أصوات بقبقة مثل الفقاعات، ووخزات في الظهر والصدر، وطبيب القلب والصدر قال: كل الفحوصات سليمة، ولكن لم أفهم ما هذه البقبقات، فأصبحت لدي مخاوف.
والمشكلة الثالثة: تجمعت هذه المشاكل، وأصبحت لدي مشاكل نفسية عند النوم أو في النهار أبدأ أتحسس أصوات البطن عند البلع، ووخزات صدري، وأتحسر على حالتي كيف كنت، وكيف أصبحت، وأشعر بالوسواس والاكتئاب، فأنا لم أفرح ولم أضحك منذ 5 أشهر، ولا أحب شكلي، فقدت علاقتي مع صديقتي، فقد كنت أحبها، تركتني فهي لا تطيق الجلوس هادئة، وتأتيني حالة عدم التركيز وتشتت تصل إلى الوسوسة، أقول لماذا لا نرى أنفسنا من الخارج، لماذا ننظر إلى المرآة كي نرى أنفسنا؟ لماذا لا نرى أنفسنا كما يرانا الناس؟
عندما أتحدث مع شخص أرى وجهه ولكن لماذا لا أرى وجهي كما يراني هو؟! لا أعرف لماذا لدي هذا التفكير، ولكن أريد فكرة تصحح لي هذه المعتقدات حتى تذهب الفكرة من رأسي، وحتى أدوية الاكتئاب لم تحل مشكلة الاكتئاب وكره الدنيا الذي أعاني منه، أريد أن أحس بنفسي، وأحب الدنيا، وأفرح، وأعيش بأفكار صحيحة كما كنت.
الآن أوقفت التدخين وأنا -الحمد لله- أصلي، أرجو أن تأتوني بحل لكل هذه المشاكل، وأرجو أنني أوصلت المعلومة، كتبت كثيرا لأني في مشاكل عديدة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Tarekحفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نبارك لك قرار الإقلاع عن التدخين، ونشد على يديك، ونقوي عزيمتك بألا تعود إلى السيجارة مرة أخرى، ومعروف أن الحالة المزاجية السيئة تؤدي إلى تكون الغازات والشعور بالانتفاخ، ولذلك تسمع تلك الأصوات المزعجة نتيجة لعسر الهضم.
ويمكنك التعود على تناول عصير رائع مكون من أوراق النعناع والريحان الطازجة المخفوقة في الخلاط، مع عصير الليمون وشيء من الكمون مع تحلية العصير ببعض العسل على أن تعتاد تناول هذا العصير، وسوف تختفي الأصوات -إن شاء الله-، ولا مانع من تناول قرص نيكسيوم 40 مج قبل الإفطار صباحا على الريق لعلاج الحموضة، كما يمكنك تناول كبسولات بروبيوتك (probiotic)التي ترفع من مستوى البكتيريا النافعة، وتحسن الهضم، كما يمكنك تناول حبوب الخميرة أيضا لنفس الغرض، وندعو الله لك بالصحة والعافية.
مع الحرص على أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى (Endorphins) وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان (morphine-like chemicals) دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، والبعد عن التدخين إذا كنت مدخنا؛ لأن التدخين يؤدي أيضا إلى الخفقان.
ومن الواضح أنك تعاني من حالة اكتئاب (depression) وهي حالة معروفة وموصوفة في الطب النفسي، وتحدث تلك الحالة نتيجة اضطراب مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، وهذا الهرمون هو الموصل العصبي الرئيسي في الدماغ واضطرابه ونقصه يؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية تحت بند العصاب أو (neurosis) من بينها الاكتئاب والهلاع والوسواس القهري، ومرض الخوف المرضي والتوتر والقلق.
وهناك الكثير من الأشياء التي ترفع من مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي، ولكن يجب البدء في تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب مع الصبر على ذلك؛ لأن تأثير الدواء الإيجابي يبدأ في الظهور بعد مرور أسبوعين من تناول الدواء، ومن أفضل الأدوية التي تعالج مرض الاكتئاب تناول حبوب (cipralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر ثم تتوقف عن العلاج.
وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك (prozac) التي تؤدي نفس الغرض وأقل في الثمن يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر ثم 40 مجم لمدة 10 شهور ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.
ومن الأشياء التي تساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي ممارسة الرياضة خصوصا المشي في ضوء الشمس وفي الأماكن المفتوحة، مع الاهتمام بالصدقات على الفقراء وذي الحاجة، وحتى إطعام الطيور في الحدائق المجاورة وعلى شرفات المنزل، ووضع لها الماء في أماكن تواجدها، مع أهمية تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، كما تفعل، وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين Cواحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.
ومع علاج الاكتئاب سوف ترجع إلى حالتك الطبيعية، وتتواصل مع الأصدقاء، وتنظر إلى صورتك في المرآة وتراها بشكل مختلف إن شاء الله فقط يجب أن تكون أقرب إلى الله من ذي قبل، ومعروف أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثر من السجود في الفرض والنافلة، وأكثر من تلاوة القرآن والدعاء والذكر.
وفقك الله لما فيه الخير.