السؤال
زوجي يشرب الخمر، يأخذ نصف مرتبي الشهري، لي منه طفلان، الكل يقول لي أن أصبر من أجل أطفالي، فهل أستمر على هذه الحال أم الطلاق أفضل؟ مع العلم أنه يحب أطفاله كثيرا، فماذا تنصحوني أن أفعل؟
زوجي يشرب الخمر، يأخذ نصف مرتبي الشهري، لي منه طفلان، الكل يقول لي أن أصبر من أجل أطفالي، فهل أستمر على هذه الحال أم الطلاق أفضل؟ مع العلم أنه يحب أطفاله كثيرا، فماذا تنصحوني أن أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مريم حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يتوب عليه، وأن يبارك فيك وفي أولادك، وأن يجعلك من عباده الصالحين، اللهم آمين.
كان الله في عونك، وأعانك على الصبر، وجعلك من الصابرين، فلقد ابتليت بهذا الزوج الذي يشرب الخمر ويستولي على نصف راتبك، ومع ذلك أقول لك: أين أنت من سلاح الدعاء، هذا السلاح الجبار الفتاك الذي يغير الله به كل شيء، ويرد القضاء، كما ودر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) فأكثري من الدعاء له بأن يصلحه الله، وأن يتوب عليه، وأن يهديه صراطه المستقيم، خاصة في أوقات الإجابة، كالدعاء في الليل، أو وأنت صائمة، وكذلك في السجود، وبعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وغيرها من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء.
لا أملك إلا أن أقول لك ما قاله الناس: عليك بالصبر؛ لأن زوجك مريض، وفي أمس الحاجة إليك، فأكثري من النصح له بترك الحرام على حسب الظروف المناسبة، دون أن تمني عليه بأنك تصرفين عليه، أو أنه يستغل راتبك، وإنما اجعلي هدفك الأساسي الإعانة على الإقلاع عن هذه المعصية المدمرة، ولا مانع من الاستعانة ببعض أهل الخير لدعوته وصحبته إن أمكن ذلك.
أنا على يقين من أن الله لن يضيع جهدك ولا تعبك، وبالصبر والدعاء والنصح والتذكير سوف يصلحه الله رب العالمين، وأكرر وأوصيك بالدعاء له بالهداية؛ لأن هذا أهم سلاح تملكينه، وهو فعال ومؤثر من فضل الله ورحمته، واهتمي بأولادك، واحرصي أن لا يتأثروا بوالدهم، ولكن لا تسبيه أو تذميه أمامهم؛ حتى لا يسقط من أعينهم، وتشوه صورته أمامهم؛ ولأن في ضعفه ضعفا لك أنت أيضا، ولك منا خالص الدعوات بالصبر والتوفيق والسداد.