السؤال
السلام عليكم
أنا طالب دراسات عليا في تخصص دنيوي، وكنت قد درست البكالوريوس في التخصص ذاته، عندي فوضى بين هدفين: أن أصير عالما عظيما في هذا العلم الدنيوي، وبين أن أصير تاجرا؛ لأنني إذا أردت أن أصير عالما سأحتاج أن أكون أستاذا جامعيا، وإذا صرت موظفا في الحكومة سأمنع من التجارة حسب القوانين، والمشكلة: لكي أكون عالما يجب أن أكون أستاذا جامعيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلم -وفقك الله- أن النجاح حليف لمن استعان بالله وحدد أهدافه في هذه الحياة، وخطط لتنفيذها، وابتعد عن الفوضى والارتجال، وأخذ بأسباب النجاح بجد واجتهاد، قال سبحانه: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾.
وكونك مترددا بين أن تكون تاجرا أو تكون عالما في تخصصك الدنيوي، فهذا التردد يمكن أن يعالج بالآتي:
طالما أنك الآن في مرحلة الدراسات العليا؛ فهذا يعني أنك قد قطعت شوطا في التخصص، فانظر في نفسك، فإن كانت لديك رغبة قوية وقدرات في الاستمرار في الترقي فيه، وتهيأت لك الفرصة لذلك؛ فهو أولى لك من العمل في التجارة، خاصة إذا لم تكن قد بدأت بها حتى الآن، وإن رأيت أن قدراتك قليلة ورغبتك ضعيفة في العلم وتحصيله؛ ولديك خبرة في التجارة ورغبة في ممارستها، وتوفرت إمكانيات النجاح فيها فانطلق إليها دون تردد، وإن أمكن الجمع بينهما دون أن يفسد أحدهما الآخر، فهو أفضل.
وفي كل الأحوال ننصحك بدراسة المشروعين، ومعرفة إيجابيات وسلبيات كل منهما، والاستعانة باستشارة من تثق فيه ممن يعرفك جيدا، ويعرف قدراتك وحالك، ثم صلاة الاستخارة، وما اطمانت له نفسك فأقبل عليه ولا تتردد.
والذي يظهر من رسالتك أنك تريد الجمع بين التجارة والعلم، ولكنك ربطت بين تحصيل العلم بشرط أن تكون أستاذا جامعيا حكوميا، وفي هذه الحالة لا يسمح لك بمزاولة التجارة بحسب نظام بلدك.
فنقول لك: حاول أن تكون عالما غير موظف، ومارس التجارة، و اقتصر على الوظيفة الحكومية (أستاذا جامعيا) وترقى في سلم العلم بناء على معرفة أيهما أكثر فائدة ونجاحا لديك، واترك التردد وانطلق.
وفقك الله لما يحب ويرضى.