بعد الحمل صرت أخاف من الموت بشدة، ولم أعد أفرح بحملي

0 31

السؤال

السلام عليكم

الرجاء قراءة مشكلتي على الرغم من طولها، ولكني أشعر أني في احتياج شديد للمساعدة.

أنا حامل في منتصف الشهر الخامس، ومنذ نحو شهر تقريبا بدأ يظهر عندي توتر حاد لم أشعر به في حياتي من قبل، بدأ الموضوع عندما قرأت بالصدفة عن قصص مرعبة عن الولادة القيصرية، وكيف أن هناك تجارب لم تنجح -والعياذ بالله-، ومنذ حين وأنا في تفكير دائم غير منقطع عن الولادة، وبما أنه أول حمل لي فكل ما يأتي بذهني شيء مرعب.

أيضا أظل أحلم بالكوابيس، وكلما فتحت الفيسبوك يظهر لي إعلانات لبيع مقابر، وأرى (بوستات) كثيرة عن الموت، وكلما فتحت القرآن لأسمعه أجد آيات عن الموت، أصبحت لا أنام جيدا ولا آكل جيدا أيضا، وأشعر بالرعب من الحمل، عادة ما أرى النساء الحوامل سعيدات بالتغيرات الجسدية التي تحدث لهن، ولكنني كلما أنظر في المرآة أخاف وأجزع، وأصبحت أبكي كثيرا جدا، وكل ما أفكر بالولادة أحس بالبرد، لا أدري ما أفعل؟ فكرت في الذهاب لطبيب نفسي لكي يعطيني أي دواء مهدئ، لأنني أشعر أني على وشك الجنون.

الجدير بالذكر أني مرضت نفسيا منذ نحو ثلاث سنوات، من قبل الحمل بفترة طويلة، واضطررت لتناول مهدئ حينها، ولكن ذلك الشعور الذي أشعره الآن لم أشعر به من قبل.

ما يؤلمني حقا أنه بدلا من أن أفرح وأكلم طفلي، فأنا في حالة خوف منه، فهل هذا غضب من الله أم هي رسالة منه؟ لا أدري ماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يكمل حملك وترزقي بذرية صالحة طيبة، وتفرحي كثيرا بما وهب وأنعم.

هذا نوع من الخوف الظرفي المكتسب، لديك أفكار خاطئة عن الحمل وعن الولادة وعن العمليات القيصرية، ويظهر لي أنه في الأصل لديك شيء من الاستعداد للقلق وللتوتر، بعض الناس لديهم هذا الاستعداد، وأعتقد أنك أنت من هؤلاء.

هذا ليس مرضا، هذه مجرد ظاهرة قلقية ظرفية، أنا أنصحك بتجاهل هذه الفكرة، بتحقيرها تماما، وأن تتأملي وتتفكري في الذرية وعظمة الذرية وأن الله تعالى سيرزقك هذه الذرية التي حرم منها الكثير والكثير من الناس، ولا تفكري مثل هذا التفكير القبيح الذي يأتي من الشيطان، وهو أن هذا الأمر غضب من الله تعالى، هذا لا علاقة له بغضب الله، الله تعالى بنا رحيم دائما، فلا تفكري بهذه الطريقة، هذه علة بسيطة يصاب بها الإنسان، وإن شاء الله مقدور عليها، ويكتمل الحمل، وتفرحين وتنبسطين.

أنا أعتقد أنك أخذت الجانب السلبي فقط وهيمن عليك، وأصبحت تضخمين أعراضا لا أساس لها ولا وجود لها، فانطلقي في الحياة، انطلقي بصورة إيجابية، افرحي، اجتهدي في أعمالك المنزلية، اقرئي، اطلعي، حافظي على صلاتك، وقضية الموت والانشغال بالموت وقراءة آيات الموت: هذا كله نوع من الوهم والقلق الذي لا داعي له، الموت حق، والموت آت ولا شك في ذلك، والأعمار بيد الله، والآجال بيد الله، كل ما علينا هو أن نسأل الله تعالى أن يعطينا العافية، وأن يبارك لنا في أعمارنا وفي ديننا، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة، الموت يجب أن نخاف منه خوفا شرعيا، لكن لا نخاف منه خوفا مرضيا بهذه الكيفية، أنت تحتاجين لأن تبعثي في نفسك أفكارا جديدة مختلفة تماما عن هذه الأفكار.

العلاج الدوائي أنا أعتقد أن دوره بسيط جدا في حالتك، لكن ليس هنالك ما يمنع، أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، ولا تحتاجين لمتابعات كثيرة، ولا تحتاجين لأدوية كثيرة أبدا، وحتى مجرد متابعتك المستمرة مع طبيبة النساء والتوليد ستساعدك، لأن في ذلك مساندة كبيرة لك.

احرصي على مراجعة طبيبتك في قسم النساء والتوليد، وغيري طريقة تفكيرك، وإن أتيحت لك فرصة يمكن أن تذهبي إلى طبيب نفسي، لكني لا أراك مريضة نفسية أبدا، هذه مجرد تفاعلات ظرفية يمكن تجاوزها بكل سهولة، انظري للأمور بإيجابية.

هذا ما أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات