السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب متزوج منذ سنتين، وامرأتي حامل، لكن مشكلة زوجتي أنها ليست مطيعة لي في بعض الأمور المنزلية كتحضير حلوى أو شاي، لكن المشكل الكبير بالنسبة لي هو حين أغضب تبقى الأمور عالقة لا أحد يكلم الآخر ويحصل لي بعض الاضطراب النفسي ولا أستطيع العمل بجد، لا أريد الإطالة بل أريد حلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أصيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير والرضا، وبخصوص استشارتك أقول لك الآتي أخي:
أرجو أن نصحح فهمنا في التعامل مع زوجاتنا؛ فكثير منا يجعل الزوجة كالخادم في البيت وعليها الطاعة المطلقة في كل لحظة، وفي أي مكان، نعم طاعة المرأة لزوجها واجبة ولكن على الزوج أن يؤدي ما عليه من تعامل وملاطفة وكلمة طبية وبسمة لها، فهي إنسان له مشاعره وأحاسيسه وسريعة التأثير، فبسمة أو كلمة واحدة تحولها 180 درجة إلى أحسن والعكس، ونحن نهمل هذا الجانب النفسي ونتعامل معها بأوامر عسكرية، ففرق أخي بين أن تبتسم في وجهها وتشكرها على الطعام الذي أعدته وأنه جيد للغاية وتثني على عملها ثم تطلب منها ما تريد، وبين أن تصدر لها أمرا مجردا بصوت عال فيه شيء من الحزم.
أخي، المرأة أحيانا تكون طفلا في تعاملها، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ناقصات عقل ودين)، فحاول تغيير سياستك معها من شدة إلى لين، ومن جدية إلى هزل معها، ومن غضب إلى بسمة، ولو تفتعل هذا السلوك، واشكرها وارفع من معنوياتها بمدحها إن عملت طعاما أو نظمت البيت أو غسلت الملابس، وكن باسما معها وتحمل فلتاتها، وليكن هذا منهجا تجريبيا لمدة أسبوعين مثلا وانظر إلى النتائج.
ثم لا تنسى أنها حامل وهذه فترة تكون أشد كراهية للزوج وتتغير فيها نفسيتها وتكون سريعة الانفعال، وعلى الزوج أن يكون على درجة من الوعي والإدراك بالجوانب النفسية فيتحملها ويعاملها باللين لا بردة الفعل.
ومن أهم ما أوصيك به هو عدم الخصومة، أي ألا يتخاصم أحد مع الآخر، وهذا خطأ كبير منك وعليك أن تعلم أن الهجر بلا مبرر يكون سببا للتطليق، بجانب أنت الرجل والرجولة تعني التحمل وتعني التعقل وتعني الصبر، ولذا كان للرجل القوامة فاعرف هذه المعاني وطبقها؛ فإن شاء الله ستجد نتائج طيبة في وقت قريب إن شاء الله، وأكثر من الدعاء لله تعالى.
والله الموفق.