السؤال
السلام عليكم
ابتليت بالنفاق الأكبر، وأريد التوبة منه، لكن في ذاك الزمن ارتكبت من الكبائر الكثير، وفيها غدر وظلم وخيانة، فكيف أتوب وكيف أصلح ما أفسدته؟ وكثير من الذنوب تستوجب إقامة الحدود، فماذا أفعل؟
وشكرا.
السلام عليكم
ابتليت بالنفاق الأكبر، وأريد التوبة منه، لكن في ذاك الزمن ارتكبت من الكبائر الكثير، وفيها غدر وظلم وخيانة، فكيف أتوب وكيف أصلح ما أفسدته؟ وكثير من الذنوب تستوجب إقامة الحدود، فماذا أفعل؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
الذنوب تنقسم إلى قسمين، منها ما هو متعلق بحق الله وحده، ومنها ما هو متعلق بحق المخلوقين، فما كان متعلقا بحق الله فالذي يتوجب هو التوبة النصوح منها مهما كان ذلك الذنب، حتى ولو وصل الحال بمرتكبه إلى الكفر بالله تعالى يقول سبحانه وتعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلٰها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ۚ ومن يفعل ذٰلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولٰئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ۗ وكان الله غفورا رحيما)، فدعاء غير الله شرك أكبر مخرج من الملة، ولكن إذا تاب العبد تاب الله عليه، ومن شروط التوبة النصوح أن يقلع عن الذنب ويندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود مرة أخرى.
ما كان متعلقا بحق المخلوقين يشترط فيه إضافة إلى ما ذكر إعادة الحقوق إلى أهلها، أو استسماحهم، فإن كانوا قد ماتوا فيدفع الحقوق إلى ذويهم، فإن لم يستطع العبد التعرف عليهم كونهم غير معروفين، فليتصدق بما أخذه من حقوقهم بنية إيصال الأجر إلى أرواحهم.
من رحمة الله بعباده أن جعل باب التوبة مفتوحا ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم، وما لم تطلع الشمس من مغربها، ففي الحديث (إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر)، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)، وقد بشر الله عباده الذين أسرفوا في ارتكاب الذنوب أنه يقبل توبتهم إن هم أنابوا إليه وأقلعوا عن ذنوبهم، فقال:(قل يا عبادي الذين أسرفوا علىٰ أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم).
اعلم أن التوبة تمحو ما قبلها والإسلام يجب ما قبله، وعليك أن تستر نفسك حتى لو كانت الذنوب تستوجب إقامة الحد، وعليك أن تستقيم على دين الله وتكثر من الاستغفار ومن الأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليك بالتوبة النصوح وأن يرزقنا الاستقامة إنه سميع مجيب.