السؤال
السلام عليكم
ولدت قبل 4 أشهر، وكنت بالبداية أرضع طفلي رضاعة طبيعية ثم مررت بظروف نفسية فعزمت على ترك الرضاعة الطبيعية، وأدخلت له الحليب الصناعي لكنني ندمت وأكملت الرضاعة الطبيعية، فأصبحت أرضعه رضاعة طبيعية وصناعية وقت النوم، وفي منتصف اليوم من مرتين إلى 3 مرات.
ذهبت لطبيبة النساء والولادة فطلبت مني تناول حبوب إنزال الدورة برايمولت، وسألتها إذا كانت لا تؤثر على الرضاعة الطبيعية فقالت: لا، فبدأت بها، لكن منذ اليوم الثاني بدأ الحليب يقل بشكل ملحوظ جدا، وفي اليوم الثالث كان الحليب على شكل نقط، والثدي لا يمتلئ إلا بعد 9 أو 10 ساعات عكس السابق، فأوقفت الحبوب فورا ولم أكمل الخمسة أيام التي طلبتها الطبيبة، ثم جاءتني الدورة فندمت ندما شديدا وشعرت بالذنب تجاه طفلي.
المشكلة الآن أنني أوقفت الرضاعة الطبيعية تماما؛ لأنني تعبت من محاوله إرجاع الحليب كما كان في السابق، وأريد أن أعود لها الآن، علما أن صدري عند الضغط عليه يخرج الحليب، وبدأت بإعطاء طفلي صدري لكنه يبكي لعدم وجود الحليب.
أريد أسرع طريقة لإرجاع الحليب خلال أيام قبل أن يجف الصدر تماما، أريد أدوية غير مضرة لي ولا لطفلي، وهل حبوب الحلبة تنفع؟ لأنني لا أستسيغ طعم الحلبة الطبيعية؟ وهل شفط الحليب بشفاط كهربائي يرجع الحليب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- والحقيقة هي أننا لا نفضل إعطاء أدوية لزيادة إدرار الحليب؛ لأن أغلب الأدوية التي تؤدي إلى إدرار الحليب قد وجدت بالأصل لعلاج حالات مرضية أخرى (وأغلبها حالات نفسية)، ثم تبين بأن إدرار الحليب هو أحد تأثيراتها الجانبية، لذلك إذا لم تكن السيدة تعاني من الحالة المرضية الأصلية فليس محبذا إعطاؤها هذه الأدوية، فعدا عن أنها غير مضمونة النتائج فإنها أيضا قد تعرض صحة السيدة للضرر، وقد تفرز مع الحليب وتصل إلى المولود.
نعم -يا ابنتي- إن شفط الثدي بالآلة الكهربائية سيفيد كثيرا في استعادة غدد الثدي لنشاطها، لذلك يمكنك الآن البدء بذلك، ويمكنني إعطاءك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها من أجل زيادة إدرار الحليب وهي:
1- الاستمرار في تناول حبوب الفيتامينات والكالسيوم التي كنت تتناولينها خلال الحمل.
2- الإكثار من شرب السوائل المفيدة وخاصة الماء.
3- التغذية الجيدة والمنوعة، والتي تحتوي على كمية كافية من البروتينات، مع الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الطازجة خاصة التي تحتوي على فيتامين (س)، فقد تبين بأن هذا الفيتامين يساعد في إزالة احتقان القنوات، وفي تسهيل جريان الحليب فيها.
4- تفادي كل ما يشكل ضغطا على الثدي بحيث يؤدي إلى انسداد أو اعوجاج في أقنية الحليب، كالنوم على البطن، أو لبس حمالات ثدي من نوع رديء، أو حمل الشنط بشكل متصالب على الصدر، أو الضغط والشد لفترة طويلة على الثدي خلال الإرضاع بهدف السماح للرضيع بالتنفس، أو غير ذلك مما يؤدي إلى اعوجاج وانضغاط أقنية الحليب.
5- قبل الشفط أو الإرضاع ننصح بوضع كمادات دافئة على الثدي، أو تسليط ماء دافئ عليه لبضع دقائق، مع عمال مساج لطيف جدا، فهذا يوسع الأوعية الدموية، ويرخي جدران الأقنية، ويسهل مرور الحليب.
6- إن إنتاج الحليب في الثدي هو عملية خاضعة لحاجة المولود، وكلما زاد الاستهلاك كلما زاد الإدرار، لذلك فإن أفضل طريقة لزيادة إدرار الحليب هي شفط أو مص الثدي بشكل صحيح لفترة كافية وبتواتر كاف، بحيث يتم إفراغ الثدي بشكل كامل، فهنا يقوم الثدي بإفرازات وإشارات عصبية إلى الدماغ من أجل زيادة هرمون الحليب وزيادة الإدرار في الثدي.
وأنبه هنا إلى أن أغلب مشاكل الإرضاع تنجم عن أن المولود يمص الحلمات فقط، ولا يمص نسيج الثدي ذاته، والطريقة الصحيحة هي أن يطبق المولود فكيه على نسيج الثدي فوق اللعوة مباشرة، وأن تكون كامل الحلمة داخل فمه، ويمكنك معرفة بأن طفلك يمص الثدي بطريقة صحيحة بملاحظة ما يلي: سيكون فمه مفتوحا بشكل واسع واللسان مع عضلات الفك تتحرك بشكل مستمر، وستلاحظين أيضا تحريك منطقة الصدغ والأذن، كل هذه العلامات تدل على أن طفلك مص نسيج الثدي بشكل صحيح.
بقي أن أقول لك: أنه لا داعي مطلقا للشعور بالذنب، فبعد اتباعك للنصائح السابقة ومهما كانت النتيجة فيجب أن تقبلي بها، وأن تكوني راضية عن نفسك، بل وفخورة بأنك قمت بكل ما بوسعك من أجل تقديم الأفضل لطفلك دون أن تعرضي نفسك أو طفلك لأي ضرر، ويجب أن يكون يقينك عاليا بأن الله -عز وجل- هو الذي كتب رزق طفلك، وكل ما قمت به أنت هو مجرد أخذ بالأسباب.
أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك وعلى طفلك الجميل بثوب الصحة والعافية دائما.