هل أخبر والدي أن المتقدم تعرف علي من خلال مواقع التواصل؟

0 42

السؤال

السلام عليكم

تعرفت على شخص على الإنترنت، وتحدثنا على مواقع التواصل؛ وأعلم أن هذا لا يجوز، وأراد التواصل مع والدي والتقدم للزواج مني، لكن المشكلة أني لا أستطيع أن أخبر أبي أننا تعرفنا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه سيغضب ولن يقبل هذا الزواج.

علما أن هذا الشخص يقطن في بلد بعيد، يعني لا يمكننا قول أنه سمع عن سمعتي وتقدم، ماذا أفعل؟ هل أخبر أبي بالحقيقة، أم ماذا؟ علما أنه لن يكون متسامحا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

البحث عن شريك الحياة لا يكون عن طريق النت؛ لأن أكثر من في الطرف الآخر من الرجال هم من الذئاب البشرية الذين يسعون لإيقاع الفتيات في شباكهم، ثم يعبثون بمشاعرهن وقد يوقعونهن في الفاحشة، ثم إذا قضوا حاجتهم اختفوا وتركوا تلك الفتيات يصطلين بنار العار.

من أراد إعفاف نفسه بالزواج فليأت البيوت من أبوابها ولا يتسلق إليها تسلقا.

أنا على يقين أنك لم تتعرفي بعد على صفات هذا الشاب، هل هو صاحب دين وخلق أم لا؟ حتى لو أخبرك بشيء من ذلك؛ فهذا لا يمكن أن يوثق به، بل لا بد من أن يشهد له أهل الخير والفضل بأنه صاحب دين وخلق، وهذا محال؛ كون الشخص غير معروف لديكم وكونه يعيش في منطقة أخرى.

قد لا يعجبك هذا الشاب إن نظرت إليه، وقد لا يعجب بك في حال النظرة الشرعية، وهذا يعتبر عائقا، وقد لا يوافق أهله على الزواج بك، وقد لا يوافق أهلك عليه كونه من منطقة أخرى؛ ولذلك فلا تعلقي قلبك به ولا تكثري التفكير به؛ لأن ذلك قد يجر عليك حزنا واكتئابا.

لا أنصحك أن تخبري والدك بما حصل؛ لأن ذلك سيحدث شكوكا عنده وربما فقد ثقته بك، ولكن إذا كان لديكم معارف في تلك البلدة واستطعتم أن تسألوا عن هذا الشاب وعن أهله، وكانت النتائج إيجابية بمعنى أنه صاحب دين وخلق، فبإمكانه أن يتكلم معهم على أنه يبحث عن زوجة، وهم يقومون بدور الوسيط فيخبرون والدك، فإن وافق -فالحمد لله-، وإن لم يوافق فلا أنصحك بمعارضة والدك.

إن لم يكن لديكم معارف في بلده، وكان له معارف في بلدكم فليكلفهم بالتواصل معكم، وذلك بعد أن يبحثوا عن أناس يعرفونهم ويعرفونكم ليكونوا واسطة، وهذا بالطبع إن كان هذا الشاب قد توفرت فيه الصفات التي ذكرتها لك، أما إذا كنتم لا تعرفون صفاته ولا يمكن أن تجدوا من يزكيه، فالنصيحة حينئذ أن تقطعي التواصل معه تماما وتغلقي جميع الوسائل التي تجعله يصل إليك.

كوني على يقين أن الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كان من نصيبك فسيهيء الله الأسباب لزواجك به، ولن يستطيع أحد عرقلة ذلك، ومن ليس من نصيبك فلن تتمكني من الزواج به ولو أنفقت ما في الأرض جميعا.

أوصيك ألا تتعجلي في أمر الزواج، فإن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة وقد ورد في الحديث: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).

الزواج مشروع العمر وليس أمرا وقتيا؛ ولذلك فلا بد من أخذ كامل التدابير والأسباب التي تؤدي إلى ديمومته، والزواج يسير وفق قضاء الله وتقديره، فإذا جاء الوقت الذي قدره الله تعالى جاء الشخص الذي قدره أن يكون من نصيبك، وهيأ الأسباب لنجاح الارتباط.

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي -الله تعالى- وأنت ساجدة، وسلي -الله تعالى- أن يرزقك الزوج الصالح، وتحيني أوقات الإجابة، وكوني على يقين أن الله لن يخيب ظنك، وتوبي إلى الله توبة نصوحا من تواصلك مع هذا الرجل، بحيث تقطعين التواصل وتندمين على ما فعلت وتعزمين العزم الأكيد على عدم العودة مرة أخرى.

والله الموفق.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات