السؤال
السلام عليكم.
فشل مشروع ارتباطي للمرة الثانية، الشعور بالوحدة يقتلني كل دقيقة في اليوم، لم أعد أحتمل عدم وجود شخص أحدثه ويشاركني حياتي وتفاصيل يومي عندما أشعر بالحاجة إلى ذلك، لدي 3 أخوات أكبر مني وأمي، ولكنني أريد شريكا لحياتي.
لم أتخذ القرار بالابتعاد عن الشخص الذي أرتبط به وهذا ما يحدث معي دائما، مؤخرا لا أستطيع أن أستمتع بأي شيء حتى بالطعام والشراب، حياتي فارغة، وأنا فارغة من الداخل، أصبحت لا أهتم بأي شيء، فقد فقدت الشغف بكل شيء حولي، حتى عند الدعاء والعبادة لا أعرف بما أدعو الله، فقط أقول: يا رب ارزقني الخير.
ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك، وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلا الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
- فأما بالنسبة لرغبتك بالزواج، فهذا أمر شرعي وفطري وطبيعي لتحصيل مصالح العفة والإحصان والسكن النفسي والاستقرار والأمن العاطفي وغيره، فلا تيأسي من الحصول عليها -بإذن الله- تكميلا لدينك وأخلاقك وتحصيلا لراحة نفسك.
- لا مانع شرعي ولا أخلاقي من توسيط من تثقين بدينه وأمانته ومروءته في السعي لتوفير الزوج المناسب، شريطة أن يكون هو المقترح للزوج بك كزوجة من غير إشعارهم بطلبك ورغبتك.
- بالنسبة لوجود بعض أخواتك اللاتي لم يتزوجن فهذا لا يؤثر ولا يمنع من زواجك إذا توفر الزوج المناسب.
- أنصحك بشغل النفس والوقت والفراغ بما يعود عليك بالمنفعة والفائدة في دينك ودنياك، كالاهتمام بإكمال الدراسة ومتابعة الدروس والبرامج المفيدة والرياضة والنزهة؛ لإعانتك على تنمية ذاتك وتطوير مواهبك وقدراتك ومستقبلك وشغلك عما قد يعتريك من هموم الفراغ والتخفيف من ضغوط الحياة.
- السعي إلى توفير الصاحبة الصالحة، ففيها ما يملأ الفراغ في الخير ويزيل الشعور بالوحشة والوحدة.
- ومن المهم هنا بصدد تحصيل عون وتوفيق الرحمن والراحة والاطمئنان، ودفع وساوس النفس والشيطان الحرص على تعميق الإيمان بالله تعالى، وحسن الظن بالرحمن سبحانه والثقة بنفسك، وأن لا تيأسي من رحمة الله، فما زلت في عمر مبكر، وكم من فتيات تزوجن بمثل عمرك أو أكبر منه، فالزمي الصبر والهدوء، ولا مانع من تكليف الشخص المناسب ممن يتحلى بالثقة والأمانة والمروءة وحفظ السر من السعي لتوفير الزوج المناسب، كما فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين عرض ابنته حفصة -رضي الله عنها- للزواج من بعض كبار الصحابة -رضي الله عنهم-فما لبثت حتى تزوجها خير الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- من المهم بصدد ذلك التزام العفة والحياء والحشمة، والاعتناء بالجمال الحسي والمعنوي.
- عدم المبالغة في التعلق الزائد بالزواج والمقارنة بالغير، فما أكثر الزيجات المنتهية بالمتاعب والإخفاق.
- استحضار فضل الصبر على البلاء والشكر للنعماء والإيمان بالقدر والرضا بالقضاء، وعدم الاستعجال في تحصيل أحلامنا وأمانينا، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
- ولا أفضل وأجمل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وصلاة الاستخارة، ولزوم الصلاة والأذكار والاستغفار وقراءة القرآن، وأنا كلي ثقة وأمل بأن يسددك الله تعالى ويوفقك ويعينك لما يحبه ويرضاه سبحانه، ويحقق ما تطمحين إليه من عفة وستر وسكن وخير.
- أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والرشاد، ويرزقك الزوج الصالح والنجاح في حياتك عامة.
والله الموفق والمستعان.