ما زلت أعاني من أعراض اضطراب الأنية، أفيدوني بنصحكم.

0 25

السؤال

السلام عليكم.

دكتور محمد أنا صاحبة الاستشارة 2418752، بعد أن وصلت مرحلة إكمال العلاج والتوقف عن البروزاك، بعد شهر شاءت الصدف أن أترك عملي لأسباب، وصارت لدي مشاكل عائلية، وبدأت أفكر بالانتكاسة، فأخذت الجرعة الوقائية، لكن بدأت الأفكار تأتيني متطايرة وليست قوية، لا تصل لمرحلة الهلع والأفكار التي بقيت معي، وتتكرر عند كل انتكاسة، هي استغراب الحياة، وملمس الماء والتنفس، وتأمل جسمي وأصابعي، ومراقبة تنفسي، والخوف منه، وأشياء سخيفة تؤدي للقلق والخوف.

منذ أسبوع ذهبت لدكتورة في العلاج السلوكي نصحتني بالرياضة، وقالت هذه أفكار دفاعية يستعملها العقل عندما يكون مزاجك سيئا، وتذهب بالإهمال وإشغال الوقت.

أشعر بالملل من هذه الأفكار، وتأتي عندما أوسوس أو أفكر كثيرا، أو عند الضجر والاكتئاب أو الوحدة، رغم أنني إنسانة يراني الناس جدا ذكية واجتماعية ومحبوبة في حياتي، وكل شيء أفعله على أكمل وجه ولا يعرفون ما بداخلي.

وسؤالي هو: أخاف أن تكون هذه الأفكار اضطراب أنية وليست وساوس، رغم أنني أعرف أنني كثيرة الوسواس، لكنني عندما أستغرب الحياة والأمور الأخرى أفكر أنه اضطراب أنية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلت/ ناز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا على الثقة في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف.
إن شاء الله أمورك كلها طيبة، هذا هو الذي يجب أن أبدأ به، وأسأل الله لك العافية.

أنا أعتقد -وكما توقعت- هيمن عليك شيء من القلق التوقعي ذي الطابع الوسواسي البسيط، جعلك تؤولين الأمر بأنه قد يكون اضطرابا في الأنية، وربما تأتي انتكاسة، وأمور من هذا القبيل، هذا قلق توقعي، وكل الذي يصاب بالمخاوف أو القلق أو الوسواس قد تأتيه هذه الظاهرة.

كوني واثقة من نفسك أنك -الحمد لله- بخير، وأن حالتك أصلا لم تكن حالة معقدة، لا تعتبري نفسك أنك كنت في متاهات وتعانين من أمراض نفسية شديدة ومطبقة، أبدا، الأمر في غاية البساطة، نعم الإنسان دائما نفسه هشة وتكون عرضة للتقلبات المزاجية والقلق والتوتر، لكن هذا كثيرا ما يكون ظاهرة وليس مرضا، فأرجو أن تطمئني.

أوقفي هذا القلق التوقعي، وتغلبي على الملل من خلال التفكير الإيجابي، من خلال حسن إدارة الوقت، أشياء عظيمة وكثيرة يمكن أن يقوم بها الإنسان في هذه الحياة (القراءة، العبادة، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي)، وأرى من وجهة نظري الشخصية أن الواجبات أكثر من الأوقات، والإنسان يمكن أن يستمتع جدا بالحياة، ويزيل التململ والملل من خلال الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وأن نملأ الوقت فكريا وزمنيا، أي لا نترك الفراغ الزمني ولا نترك الفراغ الفكري.

كوني إيجابية، اجعلي اندفاعاتك كلها طيبة، وجرعة البروزاك الوقائية ممتازة جدا، كافية جدا، وأريدك فقط أن تدعمها بدواء بسيط مضاد للقلق يسمى تجاريا (ديناكسيت)، حبة واحدة في الصباح لمدة شهر واحد، هذا يكفي تماما.

تمارين الاسترخاء يجب أن تطبقيها بدقة، قيمتها العلاجية عظيمة جدا، ونحن حين نتكلم عن هذه التمارين مثل تمارين التنفس المتدرج أو تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها -إذا كانت مصحوبة بالتأمل الاسترخائي تكون نتائجها رائعة- هي ليست حركات ميكانيكية، لا، ليست هكذا، الجانب العضوي أو الجانب الجسدي فيها أو الجانب الميكانيكي فيها مرتبط ارتباطا وثيقا بما يدور في النفس، فكوني متأملة لما هو طيب وجميل، والله تعالى ركب هذه الأنفس في الأجساد والأبدان بصورة لا يستغني فيها جزء عن الآخر.

حياتك طيبة، وأمورك طيبة، كوني إيجابية في كل شيء، على مستوى الفكر والمشاعر وعلى مستوى الأفعال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات