السؤال
السلام عليكم..
أنا أعاني من نوبات هلع شديدة، ولا أعرف العلاج، وحدث لي موقف عند زيارتي لأحد الأقارب، وكنت مدة الطريق ساعتين بالسيارة، وكنت قبلها بالسيارة قد أكلت سكريات، وشربت قهوة، وعند وصولي أصبت بدوخة غريبة وشديدة، وكأنه يوجد زلزال داخلي وبرأسي، إحساس صعب جدا، وبعد ثوان يختفي.
وعاد بعدها مباشرة مرة أخرى، ونزلت للصيدلية لأجد الضغط والسكر مرتفعين، ولا أعرف سبب ما حدث لي؟ هل يوجد لدي مرض أم حالة هلع؟
كما أن نوبات الهلع تسبب لي خوفا من الخروج من المنزل ومخالطة الناس، فإلى أين أذهب؟
أرجو إفادتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Doaaaaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.. هذه النوبات التي تحدثت عنها هي نوبات ظرفية مرتبطة بموقف معين، والهلع أصلا هو نوع من القلق الحاد الذي قد يكون له مسببات أو لا توجد له أسباب وربما يلعب البناء النفسي للشخصية فيه دورا.
أيتها الفاضلة الكريمة: نوبات الهلع هذه أرجو أن لا تعتبريها شديدة، إن شاء الله هي بسيطة، وهي مرتبطة بظرف ما وهو الخروج من المنزل، وذكرت أنك لا تحبذين الزيارات.
الحالة بسيطة جدا كما ذكرت لك، لا تشغلين نفسك بها أبدا، تجاهليها تماما، وافعلي ما هو ضدها، أي لا تنساقي للمخاوف والفزع ليمنعك من التواصل الاجتماعي، ليمنعك من الزيارات على العكس تماما يجب أن تكونين إنسانة متواصلة، كل ما هو ضروري يجب أن تذهبي إليه، إن كنت في مرفق دراسي يجب أن تحرصي أن تكوني دائما في الصفوف الأولى، إن كنت في عمل يجب أن تكوني أيضا مثابرة، زيارة الأرحام، الخروج مع أهلك ومحارمك، هذا كله فيه فائدة كبيرة جدا لك.
وأهم شيء هو العلاج على المستوى الفكري، التجاهل، وتحقير الهلع، ويجب أن تتخلصي مما نسميه بالقلق التوقعي، كثير من الناس يتوقعون الهلع بل يستجلبونه ويأتون به لأنفسهم من خلال توقعهم، لا تتوقعيه أبدا، تمارين الرياضية مفيدة جدا لإجهاض هذه الحالات، وكذلك التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرج نعتبرها مفيدة جدا، فأرجو أن تتدربي عليها، توجد برامج كثيرة على الإنترنت واليوتيوب، وإسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها 2136015 يمكنك أن ترجعي إليها، وتطبقي تمارينها، وتستفيدي منها كثيرا.
الدعاء بتدبر وتأمل يجهض أيضا الهلع والخوف، فاحرصي على ذلك بعد الصلوات أذكار الصباح والمساء، أذكار الاستيقاظ هذه كلها فيها فائدة كثيرة لك، كوني أيضا جيدة في إدارة وقتك، لا تتركي مجالا كبيرا للفراغ، اعملي ما هو مفيد؛ لأن الفراغ يجعل الإنسان يوسوس ويقلق ويتوتر، والذين يحسنون إدارة وقتهم ويستفيدون منه على أفضل وجه دائما تجدهم في صحة نفسية إيجابية، لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، فاحرصي على مبدأ تجاهل الخوف، على مبدأ الخروج، على مبدأ الإقدام وأن لا توسوسي حول هذه النوبات، واستفيدي من وقتك على أفضل ما يكون.. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.