السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتعرض لكثير من الانتقادات ولا أتقبلها بمرونة، وأغضب، ويمكن أن آخذ الأمر بحساسية، وأبكي ليلا، أريد مساعدتكم في أن أكون أكثر مرونة وتقبل لآراء الآخرين حتى لو جارحة وسيئة في حقي، وماذا أفعل عندما ينتقد أحد لبسي؟ لأنه واسع ولا أرتدي بنطلونات، هل أغضب لأنه رأي مخالف للشرع أم أيضا أتقبله بأريحية، أريد أسماء بعض الكتب أو التمرينات التي يمكن أن تساعدني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويثبتك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لك هدوء البال، والطمأنينة والسعادة والآمال.
سعدنا بتواصلك مع موقعك، وأفرحنا غضبك لله، وندعوك إلى المحافظة على ما هو صواب حتى لو خالف أهواء جميع الناس، فأنت مطالبة بطاعة رب الناس، وننصحك بأن لا تتأثري بنقد الآخرين، فالناس لم يسلم منهم حتى رسول الله الكرام، ورضى الناس لا تدرك، والعاقلة الفاضلة مثلك تجعل همها إرضاء الله، فإذا رضي ربنا العظيم عنك أرضى عنك الناس، وكتب لك القبول، كما جاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، فالله إذا أحب إنسانا من خلقه أمر جبريل أن ينادي في أهل السماء (إن الله يحب فلانا فأحبه، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع أو يلقى له القبول في الأرض)، قال سبحانه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} أي حبا في قلوب الناس.
أما إذا نقد من حولك في مكانه الصحيح فعليك الاستفادة منه، والعقلاء يستفيدون حتى من ملاحظات أعدائهم، لأنهم يركزون على عيوبهم فيتداركون الخلل ويصححون العيب فيصعدون في سلم الكمال البشري.
وإذا قصد إنسان أن يحرجك أو يجرحك فالحرج عليه، والأجر لك، واصبري واحتسبي، وادفعي بالتي هي أحسن، ولا تغيري أخلاقك الفاضلة وإن ساءت أخلاق أو تصرفات بعض من حولك.
نسأل الله أن يوفقك ويرزقك سلامة النية وصفاء الطوية.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، ومرحبا بك.