أريد حياة نفسي ونفسي تريد مقتلي.

0 26

السؤال

السلام عليكم.

أنا بنت محافظة، وحافظة لكتاب الله بفضله، وناجحة بدراستي، نعم الله علي كثيرة، لكني تعبت من نفسي الأمارة بالسوء التي تكرر في كل نفس الذنوب، لم أستطع الخشوع ولا تجديد الورع، أتلو القرآن بقلب جامد وعقل مشتت.

أشعر أن نفسي نفرت مني، فأحيانا أقطع صلاتي بدون سبب شرعي، وأتعذب نفسيا طيلة فترة البعد عن الصلاة، أخاف أن يكون القرآن وعلمي بأمور ديني حجة علي لا حجة لي، فكيف لي أن أحصل على الاستقرار النفسي والاستقرار في العبادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ درة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يجلب لك الطمأنينة والخشوع وراحة البال.

لا شك أن شكرك لنعم الله عليك هو أعظم مفتاح لنيل المزيد، قال ربنا المجيد الحميد {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، فاحمدي الله على ما أولاك الله به، واجعلي من شكرك لله عملا بطاعته، {اعملوا آل داود شكرا} أي إذا أديتم ما عليكم فقد أديتم شكركم لله، وربنا سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وقد أسعدني جدا بحثك عن الخشوع وطموحك في تحصيل الورع، وندعوك إلى ما يلي:

1. كثرة اللجوء إلى مصرف القلوب، ودعائه دائما بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، (يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلبي إلى طاعتك).

2. البعد عن كل ما يشغلك عن الله تعالى.

3. الاستمرار في التلاوة والصلاة؛ لأن الخشوع لا ينال إلا بالمواظبة على ذكر الله وتلاوة كتابه، قال تعالى: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} إلى أن قال:{والذين هم على صلواتهم يحافظون}، فالخشوع ينال بالمحافظة على كثرة السجود، فحافظي على صلواتك ودوامي عليها حتى تحصلي على لذة العبادة.

4. احفظي بصرك وسمعك، وتجنبي مواقع الريبة ومواقع الرذيلة ومواقع التواصل.

5. صادقي الصالحات المصلحات.

6. تجنبي الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

7. لا تقطعي الصلاة ولا تبتعدي عن الذكر والتلاوة، فإن فيهما الدواء بل والشفاء، قال -صلى الله عليه وسلم- في شأن الصلاة: (أرحنا بها يا بلال)، وقال: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وقال في شأن الذكر والاستغفار: (إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)، وقال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ))‏.‏ قالوا بلى ‏.‏ قال ‏((ذكر الله تعالى))‏.
8. اصبري على الطاعات وسوف تجدين لذتها.

9. احتكمي في كل أمورك إلى شرع ربنا وربك.

10. استمري في التواصل مع موقعك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ويرفعنا وإياك عنده درجات، ويثبتنا وإياك على الإيمان والإسلام.

مواد ذات صلة

الاستشارات