السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 18 سنة، كنت أعاني من وسواس الموت، وكنت أعيش بحالة اكتئاب، وكان بفترات متقطعة بدايته بشهر 10 بعد عيد الفطر، أتتني على شكل نوبة هلع، مع تسارع نبضات القلب، بعد ذلك كانت تأتيني بفترات متقطعة، ولكن كنت أتدارك وضعي، وكان الوسواس فقط عند النوبة، ولكن تطور الوضع بعد أن دخل البرد جسمي، وصرت أوسوس كثيرا بالموت، وأتاني خبر مرض عمتي، وازداد بكثرة لدي، وبعد ذلك عالجته وخف -بحمد الله-.
أصبح لدي وسواس بالنوبة القلبية؛ لأن كتفي الأيمن والأيسر يؤلمانني، كما أشعر بألم بين الأكتاف، وألم في البطن وجوانب بطني.
في بداية الأمر آلمتني يدي اليسرى، فقرأت عنها فوجدت أن ذلك من أعراض النوبة، فذهبت وحللت الدم وفيتامين د والكالسيوم، واتضح ان لدي نقصا في فيتامين د، حيث أنه كان 10، وبعد أيام قليلة بدأ ألم الأكتاف وأعلى الظهر، وضيق بالتنفس وتجشؤ كثير، وقرأت أن النوبة القلبية تستغرق أشهرا أو أسابيع، ومن علاماتها تساقط الشعر والأرق، وأنا أعاني من كليهما، وتشخيص المستشفى سريريا أن لدي قولونا عصبيا بدون أي كشف، هل أنا فعلا أعاني من نوبة قلبية أم توهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amani حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حالتك واضحة جدا، أنت لديك ما نسميه (قلق المخاوف الوسواسي)، هنالك قلق، وهنالك مخاوف، وهنالك وساوس حول الموت وحول الأمراض، وهذا النوع من قلق المخاوف الوسواسي شائع جدا في مجتمعنا، هذا النوع من الفكر يجب أن يحقر، ويجب أن تعيشي حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب: أن تديري وقتك بصورة جيدة، ألا يكون هنالك فراغ، أن تمارسي أي رياضية تناسب الفتاة المسلمة، أن تهتمي بطعامك، وأن تنامي النوم الليلي المبكر، وأن تجعلي لحياتك معنى، ما هي أهدافك؟ ما هي طموحاتك؟ ما هي الأشياء التي تودين القيام بها، وأن تحرصي على بر والديك، والصلاة في وقتها، وأن تطوري ذاتك من خلال القراءة والاطلاع، والتواصل الاجتماعي الإيجابي.
ونصيحتي لك هي أيضا: أن تذهبي إلى طبيب الأسرة، مثلا كل أربعة أشهر، هذا حقيقة يقلل من المخاوف المرضية، وفي ذات الوقت يجعلك لا تترددين كثيرا بين الأطباء، لأن التردد بين الأطباء كثيرا ما ينتهي بالإنسان إلى حالة من التوهم المرضي.
هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، وموضوع النوبة القلبية وضيق التنفس: هذا كله جزء من المخاوف، ولم أسمع مطلقا أن نوبة القلب يسبقها تساقط في الشعر أو الأرق، هذا الكلام لا أساس له، هذا نوع من التوهمات التي سادت في المجتمع.
فنصيحتي لك هي على ما ذكرته لك، ويمكن أيضا حين تقابلي الطبيب -طبيب الأسرة- أن يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، أعتقد أنك محتاجة لجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، وذلك حسب عمرك، عمرك الآن 18 سنة، يمكن جرعة صغيرة من الزولفت تساعدك كثيرا، أو السبرالكس، لكن يجب أن تستشيري طبيبك حول هذا الأمر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.