تحاورت مع شخص عن العلم والطلاب وشعرت بتعب نفسي من ذلك الحوار، أفيدوني برأيكم.

0 19

السؤال

السلام عليكم.

زرت جدة لزيارة أختي، تعرفت فيها على شخص سوري -ما شاء الله- من المحافظين على الصلوات، ومن الذين يخدمون المسجد، نجلس معا كثيرا، مرة تقابلنا في الشارع وكان يتحدث عن التعليم في الماضي والحاضر.

يقول: في الجامعات ترى فيها أساتذة كبار وطلاب يبغون العلم، أما طلاب هذا الزمن الله المستعان غير مؤدبين، فقلت له: لا تعمم، فهناك طلاب أدب وعلم.

سألني عن تخصصي فقلت شريعة، قال: لم لا تقرأ في الكتب التي في المسجد؟ قلت: لست بطالب علم، وأنا تقديري جيد في الجامعة، ولست بأهل للقراءة، وكنت بليدا.

أشعر أن نفسيتي متعبة لأنني قلت له هذا الكلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

ليس في حوارك مع الشخص المميز الذي قابلته ما يدعوك للحزن أو الندم، ونحيي مشاعرك الرقيقة وذوقك الذي يدل عليه هذا الإحساس الذي دفعك للسؤال، ولكننا لا نريد للمشاعر السالبة أن تأخذ أكبر من حجمها، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار طلبك المنصف له بعدم التعميم؛ لأن في التعميم ظلم، والخير باق في أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أما إذا كان الألم لأنك قلت عن نفسك لست بأهل للقرآن وأنك كنت بليد، فالعلاج يكون بتعويد نفسك القراءة حتى تزداد معلوماتك ثم تسعى في نفع الناس، ووضع الإنسان لنفسه أفضل من رفعها فوق مقامها، مع ضرورة أن تجعل اعترافك على نفسك منطلقا لتطويرها وتحسين أوضاعها في شتى المجالات.

ونحب أن نؤكد لك أن الشخص سوف يكون نسي ما قلته، والأهم هو أنك لم توجه له أي إساءة أو انتقاص، وأنت الآن تمدحه، ونوصيك بالدعاء له وللصالحين والاجتهاد في التشبه به وبأصحاب الهمم العالية؛ لأن هذا من أهم دروس معرفة الناس وخالطتهم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات