هل سيغفر الله لي مع استمراري على الذنب؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

إذا داومت على فعل ذنب معين مع الاستغفار، فهل سيغفر الله لي؟ أريد أن أتوب، ولكني أرجع للذنب مرة أخرى، وكأني أضحك على نفسي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، وأن يحقق لك الآمال.

أنت على خير ما دمت تستغفر وتسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ولكننا نحذرك من أن يأتيك الأجل وأنت على المعاصي، فانتبه لنفسك، وعجل بتوبة نصوح، وتعوذ بالله من توبة الكذابين، وهي أن يتوب اللسان في حين يظل القلب محبا للمعصية متشوقا لإتيانها، محتفظا بذكرياتها وأدواتها.

ونبشرك بأن باب التوبة مفتوح، وأن من تاب تاب الله عليه، وأنه يبد السيئات حسنات إذا صدق العبد في توبته وأناب، {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}، وأنه {يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}، وأنه قال: {قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}، وقال: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} ما جزاؤهم؟ {أولئك عليهم جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات}، فأدخل نفسك في رحمة الله قبل أن تصل إلى مرحلة الغرغرة والحشرجة والسكرات، وقبل أن تخرج الشمس من مغربها، وعندها تحصل الندامة والحسرة، {يا ليتني قدمت لحياتي}، و{لن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}.

ومما يعينك على الثبات على التوبة ما يلي:
1. اللجوء إلى الموفق سبحانه.
2. الصدق مع الله والإخلاص في التوبة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين}.
3. البعد عن أسباب الوقوع في المعصية وترك الرفقة والصحبة السيئة وهجر مكان المعصية، والتخلص من كل شيء يذكرك بها.
4. الخوف من عواقب الإصرار على العصيان؛ لأنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
5. الحذر من التمادي {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
6. استدعاء قوة الإرادة والخشية من الله تعالى.
7. تعوذ بالله من الشيطان، ولا تتوقف عن الاستغفار والتوبة، حتى يكون الشيطان هو المخذول.
8. استمر في التواصل مع موقعك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات