يداهمني شعور الخوف من الموت والتوتر والقلق والضيق، فما العلاج؟

0 20

السؤال

السلام عليكم.

أصبت قبل 3 أشهر بخفقان ودوخة وهلع فشعرت أني سأموت، فذهبت للمستشفى، لكن من بعدها حسيت كأن حياتي انقلبت ١٨٠ درجة، كل شيء تغير، أصبحت خائفا قلقا ومتوترا طوال الوقت، صارت عندي أفكار سلبية كثيرة، خوف من الموت ومن كل شيء، ووساوس، وكنت سابقا أشعر بضيق شديد.

أتحسن في الليل وأنام جيدا، ولكن عندما أستيقظ تعود الأعراض، وأعاني من القولون العصبي ومشاكل الهضم وآلام بالصدر، وكنت أراجع المستشفى كل عدة أيام، وتكون النتيجة سليمة.

صرت كئيبا، وطوال الوقت حزينا وقلقا ومتوترا، ولا أخرج من البيت، وأحس بدوخة ويكاد يغمى علي، ولا أستطيع التركيز، وأفقد الشعور عما حولي، فهل هي عين، أم حالة نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

النوبة التي أتتك هي نوبة فزع – كما تفضلت – والفزع والهرع هو نوع من القلق النفسي الحاد، والذي غالبا يكون مصحوبا بأعراض جسدية، وهذه النوبات بعد أن تنجلي وتذهب تترك تبعات نفسية سلبية تتمثل في القلق التوقعي، بمعنى أن الإنسان يكون دائما متوجسا، موسوسا، قلقا، ما الذي سيحدث له؟ هل ستأتيه نوبة أخرى؟ هل أنا مصاب بمرض القلب؟ هل قد دنى أجلي؟ وهكذا.

هذه الهواجس والتوترات والفكر القلقي السلبي هي الإشكالية الأساسية، أنا أؤكد لك أن الهلع والفزع حالة نفسية عادية، ليست خطيرة أبدا، وما يهيأ للإنسان من أفكار ومشاغل أمر غير حقيقي، لذا يجب أن يتجاهل الإنسان هذه الأعراض، والأعراض الجسدية التي ظهرت لديك – خاصة مشاكل اضطراب الهضم والألم بالصدر – كلها ناشئة من القلق، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الجهاز الهضمي، لذا يظهر على الناس ما يسمى بالقولون العصابي – أي القلقي – وآلام الصدر ناتجة من هذا التوتر النفسي أيضا، لأن التوتر النفسي – كما ذكرنا – يؤدي إلى توتر عضلي، لذا يشعر الإنسان بكتمة أو ضيقة أو ألم أو وخز في الصدر.

أرجو أن تتفهم الديناميات المتعلقة بحالتك كما شرحناها لك الآن، وكل المطلوب منك هو: أن تعيش حياة صحية جيدة، تتجاهل هذه الأعراض، تمارس رياضة، تنظم وقتك، تجعل لحياتك أهداف، وأهمها الآن الدراسة الجامعية الصحيحة والمنضبطة، وأن تسعى لأن تكون من المتميزين.

الرياضة – كما نذكر دائما – هي أمر مهم وأصيل لعلاج هذه الحالات.

الأمر ليس له علاقة بالعين، ونحن نؤمن بأن العين حق، والإنسان دائما يجب أن يحصن نفسه، وأن يكون ذاكرا لله تعالى، ويجب أن تكون هنالك قناعات تامة بأن الله خير حافظ.

الحالة حالة طبية بحتة، أؤكد لك هذا، وهي معروفة الجوانب التشخيصية.

إذا منهج حياتك هو منهج التجاهل للأعراض، وأن تكون هنالك أنشطة جسدية وأنشطة نفسية منتظمة، وأن تصرف انتباهك أيضا من خلال التواصل الاجتماعي: بر والديك مهم جدا، المحافظة على صلواتك، الصحبة الطيبة، والاستيقاظ المبكر، أبدأ يومك مبكرا، لأن البكور فيه بركة، يا حبذا مثلا لو درست لمدة ساعة بعد صلاة الفجر، ومارست بعض التمارين الإحمائية لفترة خمس إلى عشر دقائق، صدقني لو أضفت هذين النشاطين فقط من الصباح سوف تحس أنك في غاية السعادة والارتياح، وأن يومك سوف يكون مليئا بالإنجازات.

أرجو أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، هذا أيضا نعتبره علاجا مهما.

الأدوية سوف تساعد، لكن في مرحلتك هذه لا أرى داع لها أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات