السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري ٢٦ سنة، ضعيف الشخصية، وذلك نتيجة التربية الخاطئة، وهناك خلافات دائمة بين والدي، كما أن أمي سوف تنتقل من البيت قريبا، وليس لدي أصحاب نهائيا، ودائم الجلوس في البيت، لا أخرج إلا لقضاء مهمة معينة، وفي البيت لا أتكلم مع والدي، والبيت كله في حالة صمت لا يتكلم أحد مع الآخر، خاصة والدي، لا يتكلمان نهائيا، وأنا كذلك لا أرد إلا على قدر السؤال أو الطلب، أحاول الخروج والتغيير، ولكن لا أستطيع، فأنا لا أحب أبي لسوء معاملته، وحزين على كليهما، فأمي طيبة، وتكون في حاجة إلي في بعض الأوقات، ولكني لا أستطيع الكلام، ولا المساعدة، أشعر كأني مغلول لا أستطيع عمل شيء، ولا أريد عمل شيء، فما الذي أستطيع فعله وأنا في هذه الحالة؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح حالك وحال أسرتك، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الوئام والحب والآمال.
نحن نقدر صعوبة ما يحصل في المنزل، لكننا نؤكد لك أنك قادر بعد توفيق الله على تغيير الوضع داخل المنزل، وننصحك بأن تقترب من والديك، وتتلمس احتياجاتهم، حتى تفوز بثواب البر، ومهما كانت ردة الفعل من الوالد إلا أنه يظل والدا، له حق الطاعة والاهتمام والصبر على ما يصدر منه، ونتمنى أن تكسر هذا الحاجز مستعينا بالله، متوكلا عليه، مؤملا في أجره والثواب.
ولا شك أن التواصل مع الوالدة سوف يكون أسهل، واعلم أن حقها أعظم وهو الطرف الذي يحتاج إلى خدماتك أكثر وأكثر، وأرجو أن تعلم أن كمال البر يكون بتلبية احتياجات الوالدين قبل الطلب، وإذا طلبوا منك شيئا فإن كمال البر يكون بالمسارعة في تنفيذ المطلوب.
أما بالنسبة للخروج فنقترح عليك أن تبدأ بالخروج للمسجد، فهو بيت الله، ومكان الأخيار، ثم تتواصل مع المصلين وتتعرف عليهم، ومما يعينك على كسر الحاجز معرفة اهتمام الوالد والوالدة، وكذلك الأمر بالنسبة للناس، فإن الناس إذا وجدوا من يفهم احتياجاتهم فإنهم سرعان ما يتجاوبون معه، والشرع يدعونا إلى مخالطة الناس، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر عليهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر.
وأرجو أن لا تقف عند قولك (التربية الخاطئة)، فالأخطاء يمكننا تصحيحها، وحتى موضوع الخلاف بين الوالدين يمكنك المساهمة في حله، وسوف نسعد بتواصلك وعرض ما يحصل، وسوف نعاونك على خطوات الحل بحول الله وقوته، وتواصلك مع موقعك دليل على أنك تستطيع أن تفعل شيئا، فلا تقف مكتوف اليد، وحاول أن تفعل شيئا، واحرص على إصلاح ما بينك وبين الله حتى يصلح الله الأحوال، ونعتقد أن مسألة الانتقال لمنزل آخر فيها فرصة للحوار، فهو موضوع يهم الجميع، وفيه قواسم مشتركة وفرصة للأخذ والرد.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.