لا مشاعر لدي وعلاقتي بالناس ميتة!

0 23

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 17 سنة، لا أحس بالمشاعر، علاقتي بالناس وبالأشياء ميتة، لا أحس بشيء عندما أخطئ، لا أندم، ولا أقلق، ولا أتوتر، ولا أخجل، ولا أحس بشيء عندما أكلم الناس، كنت أعاني من الكبت وتخلصت منه، ولا أحس أن لدي قلبا ولا بنبضه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت في سن صغير، في سن اليفاعة وفي سن البلوغ، وفي هذه السن قد تحدث متغيرات للإنسان (متغيرات نفسية، ومتغيرات في المشاعر، ومتغيرات حول الهوية، حول الانتماء، شيء من الوسوسة، الأفكار المتناقضة)، فقد يكون حدث لك شيء من هذا، فلا تنظر لنفسك نظرة سلبية، ولا تحكم على نفسك بمشاعرك، أنت الآن يجب أن تكون مركزا على دراستك، مهما كانت المشاعر يجب أن تتطور أكاديميا وتجتهد في التعليم وتجتهد في أمور دينك وفي بر والديك، هذه الثلاثة سوف تعود عليك بنفع كبير ويتحول هذا الشعور بالفراغ والشعور بعدم الفعالية والشعور بتبلد المشاعر؛ كلها سوف تتحول إلى شعور إيجابي، عليك بهذه الثلاثة (العلم، الدين، وبر الوالدين).

ويمكن أن تستمتع بحياتك بصورة ممتازة جدا: أن تمارس الرياضة، أن تخالط الصالحين من الشباب، أن تنظم وقتك، أن تنام النوم الليلي المبكر، أن تهتم بغذائك، أن تكون لك أفكارا إيجابية حول المستقبل، تتصور نفسك أستاذا جامعيا، أو طبيبا مرموقا، أو داعيا، أو مهندسا، أو معلما، تصور لنفسك دورا في الحياة.

الشعور بالفراغ والشعور بالسلبية يتأتى من أننا نحجر الفكر الإيجابي، ولا نسعى لتغيير أنفسنا، ونحن مطالبون بالتغيير من تلقاء أنفسنا، ولا أحد يستطيع القيام بتغيير ما بأنفسنا إلا أنفسنا، قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

أمامك فرصة عظيمة جدا للتغير، وأنت صغير في السن، ويجب أن تفكر على النمط الذي ذكرته لك، وليس بالكيفية التي تهيمن عليك الآن.

أحسب أن جسدك سليم، وأحسب أن نفسك سليمة إن شاء الله تعالى، فقط اتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وسوف تجد أن هنالك تغيرات إيجابية تدريجية، إلى أن تصل إن شاء الله تعالى إلى مبتغاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات