السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرف أنه يجب الجمع بين العمل الجاد والتوكل على الله سبحانه وتعالى في سبيل الوصول لأهدافنا، لكن للأسف في أحيان كثيرة أجد نفسي أميل لأحد الجانبين بشكل كبير، بمعنى في الأهداف السهلة، أقوم بالاعتماد على مجهودي بشكل كبير، وقد أنسى التوكل على الله، والاعتماد عليه، وأحيانا في الأهداف الكبيرة أجد نفسي أميل للدعاء والتوكل أكثر، وقد أقصر في العمل أحيانا.
وأحيانا بعد الوصول لهدف معين، أشعر بشعور مقيت، وهو أني أنا من وصلت للهدف هذا، وكأني أتنكر على فضل الله علي: (إنما أوتيته على علم عندي).
السؤال: كيف يمكنني التخلص من هذا الشعور المقيت؟ كيف يمكنني تدريب نفسي على الجمع بين العمل الجاد والتوكل في أغلب أحوال حياتي؟
أريد حلول عملية ومحددة لو أمكن، حتى أستطيع تطبيقها.
مع التحية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:
المسلم بين أمرين اثنين في توكله على الله سبحانه، الأول عام وهو أن يكون متوكلا عليه في كل أحواله، وأن يعتقد أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله سبحانه فلا يستطيع أن يحقق أمرا ما إن لم يوفقه الله لذلك، والثاني أن يكون خاصا في الأمور الكبيرة والتي تحتاج من العبد إلى أن يصلي صلاة الاستخارة ثم يمضي بعد ذلك في تحقيق ما أراد مع التوكل على الله وطلب الإعانة منه.
ما يحصل للعبد المؤمن من وساوس النفس أنه إنما حقق العمل الفلاني بذكائه وقدرته وما شابه هذا من الوساوس الشيطانية التي يأتي بها من أجل أن يحرف المسلم عن مساره، ولذلك أنصحك في حال أن أحسست بتلك الوساوس أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فورا، وبهذه الطريقة تنتصر على الشيطان، واحذر أن تصغي له أو تحاوره.
أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فذلك سيذكرك دوما أنه لا حول لك ولا قوة ما لم يعنك الله سبحانه.
جدد التوكل على الله صباحا ومساء كل يوم، وذلك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة.
أوصيك بمحاسبة نفسك نهاية كل يوم مع تذكيرها بضعفها وحاجتها وافتقارها لربها، وأكثر من شكر الله على ما يوليه عليك من النعم.
أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يرزقك الإخلاص، وأن يرزقك حسن التوكل عليه.
من لوازم التوكل العمل بالأسباب التي يجعلها الله سبحانه موصلة للهدف الذي تريده فإذا أنجزت عملا فعليك بشكر الله على توفيقه وتذكر حينئذ أنه لولا توفيق الله لما تحقق ذلك.
تذكر دائما أن مشيئتك تابعة لمشيئة الله، وأن مشيئة الله هي النافذة، ومهما فعلت وبذلت فلن تستطيع فعل أي شيء ما لم يكن ربك شاء ذلك، ولهذا كان يقال: العبد يريد، والله يريد، ولا يكون إلا ما أراده الله، قال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).
أوصيك أن تجتهد بتقوية إيمانك بالله من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.