السؤال
السلام عليكم.
منذ ثلاثة أيام أعاني من وسواس الشيطان، حيث أسمع صوتا بداخلي يقول لي: سب، أو يقول كلمات قذف ويريدني أن أنطقها بسبب أنني أرى بعض الكلمات من أشخاص في مواقع التواصل، وأنا عندي رهبة أنني أقع بهذا الشيء، فأنا أشعر برهبة من ذلك اليوم وهو يلحقني، وأسمع بعض الكلام وأتعوذ من الشيطان ويختفي لفترة ثم يرجع لي الوساوس.
أخاف أن يكون علي ذنب على الرغم أن الله يعلم أنني لم أقذف في حياتي، ولا أحب أن أسمعه عمدا، وأنا محافظة على صلاتي وأرقي نفسي، وأقرأ سورة البقرة، ولكنني تعبت من هذا الشيء، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
الهلاوس السمعية موجودة، وفي بعض الأحيان قد تكون هلاوس كلامية واضحة يسمعها الإنسان في الحيز الخارجي أمام الأذن، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الهلاوس تسمع في داخل الدماغ، وهنالك فروق كبيرة جدا من الناحية التشخيصية ما بين هذا النوع من الهلاوس وذاك.
إن كان الصوت الذي يصدر من داخلك صوتا واضحا ويصدر من أكثر من شخص في النفس ويعلق على تصرفات الإنسان - مثلا - أو يأمره بأوامر: هذا يعتبر نوعا من الوسواس المرضي الذي غالبا ما يكون نسبة لاضطراب ذهاني، وهذا لابد أن يعالج من خلال أدوية معينة، وهذا لا يتم إلا من خلال مقابلة الطبيب النفسي ليحدد نوعية هذه الهلاوس، ومن ثم يعطى ويوصف العلاج.
في حالتك أنا أرى أن الأمر قد يكون أقل من ذلك كثيرا، إن شاء الله لا يوجد دليل قوي أن هذه الأصوات هي أصوات ذهانية، ربما تكون وسواسية، لأن الوسوسة إذا كان الإنسان قلقا ومتوترا ربما تظهر على هذه الكيفية. وعموما: أيضا هذا النوع من الوساوس توجد أدوية مضادة له، يوجد علاج متميز جدا، عقار مثل (البروزاك) أو (الفافرين) يعالج هذه الحالات بصورة جيدة وفاعلة جدا، وبالنسبة للنوع الأول - أي الأصوات الذهانية - هذه تعالج من خلال أدوية أخرى مثل (الرزبريادون) مثلا.
أنا نصيحتي لك أن تذهبي وتقابلي الطبيب، حتى يصل للتشخيص الدقيقي. المعلومات التي أرسلتها معلومات مهمة، لكن لابد أن يحدث حوار واستفسار ومناقشة ما بينك وبين الطبيب ليحدد نوعية هذه الهلاوس، هل هي وسواسية أم هي ذهانية، ومن ثم يعطيك ويصف لك العلاج.
أرجو أن ترسلي لي رسالة أخرى بعد مقابلة الطبيب، وإن شاء الله سوف أسدي لك أي نصيحة أراها ضرورية.
قطعا أنا سعيد جدا أن أسمع أنك محافظة على صلاتك وعلى الرقية الشرعية وتقرئين سورة البقرة، هذا كله طيب وهذا كله جيد، لكن في ذات الوقت الذهاب إلى الطبيب أيضا ضروري، حيث ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.