السؤال
السلام عليكم..
أنا أعمل في مكان كسكرتيرة للمدير العام، المدير نفسه يعزني كثيرا ويعرف أنني ممتازة في عملي بدليل أنه لا يعتمد على أحد غيري، المشكلة بأن أولاده عندما بدأوا العمل معنا في الشركة، عينوا سكرتيرة مسيحية عندهم وأعطوها راتبا أكثر من راتبي بكثير، مع أنني الأقدم عندهم وعملي أصعب بكثير من عملها.
وتحدثت مع المدير العام نفسه حول هذا الموضوع، إلا أنه أخبرني بأنه لديها خبرة، مع العلم بأن خبرتها لا تفيد المكان بشيء إطلاقا، وتحدثت معه صراحة، المهم بأنه لم يعدني بشيء ولم يهتم لحديثي، وأنا الآن في غاية العصبية ولا أستطيع أن أؤدي عملا على أكمل وجه إطلاقا، وهو لاحظ ذلك إلا أنه لا يهتم، وأصبحت عصبية كثيرا في العمل ولا أطيق أن أكلم أحدا، لا أدري ماذا أفعل، فموضوع المقارنة هذا يؤذيني جدا، ولا أستطيع أن أنام، وأحس بأني مظلومة، وهو لا يفعل شيئا، أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somaia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعافيك من هذه العصبية الطارئة، وأن يعيد إليك سعادتك وحيويتك وهدوءك وتفوقك.
وبخصوص ما ورد برسالتك فالذي حدث من أصحاب الشركة يعتبر في الواقع تصرفا طبيعيا، ومن حقهم أن يعينوا من شاءوا، وأن يعطوه من الراتب ما يرونه؛ فهذه شركتهم، وهم الذين يقدرون الأمور وفق رؤيتهم، والمشكلة تكمن في نفسيتك أنت، فنظرا لأنك كنت متربعة على عرش الشركة ومديرها العام، وكنت محل الثقة ولك منزلة خاصة، ثم فوجئت بمن يهدد هذا العرش، ما أدى بك إلى هذه العصبية والتوتر الذي أفقدك القدرة على الإنجاز بالصورة التي كنت عليها، وهذا نوع من الحسد والغيرة التي وقعت فيه دون شعور منك، وإذا ظللت على تلك الحالة فأعتقد أنك قد تفقدين عملك نهائيا، وهذا هو شؤم الحسد، فهو عبارة عن نار تأكل قلب صاحبها وتسبب له الكثير من المتاعب والأمراض الصحية والنفسية، وخروجك من هذه الحالة يحتاج منك إلى جهد جهيد وتضحية واستبسال، ودعيني أساعدك في التخلص من هذه الحالة:
1- حاولي أن تطردي عن نفسك فكرة أنك مظلومة؛ لأن هذا غير صحيح، فهذه الموظفة لم تأخذ شيئا من حقك، ولم تبن مجدا أو شهرة على حسابك، وإنما هذه هي رغبة أصحاب الشركة، وهي لا دخل لها في ذلك، ولذلك لابد لك من نسيان فكرة أنك مظلومة أو أن هذه الفتاة اعتدت عليك أو أخذت منك شيئا.
2- لابد من محاولة التخلص من هذه العصبية وهذا التوتر؛ لأن هذه هي نقطة ضعفك القاتلة التي قد تكون سببا في إنهاء عملك والاستغناء عنك، وهو في نفس الوقت السلاح الذي سيستخدم ضدك إذا ما قارنت الشركة بينك وبينها، فاتركي عنك العصبية التي لا داعي لها، والتي سببها الحقد والحسد.
3- تذكري دائما أن صاحب الشركة لم يقلل من صلاحياتك أو يخصم من راتبك شيئا؛ فأنت ما زلت تحتفظين بمكانتك، فلا تضيعيها بهذه التصرفات الغير معقولة والغير مبررة، وأنصحك بضرورة العودة إلى ما كنت عليه، وأن تبذلي أقصى جهد ممكن حتى تظلي محتفظة بمكانتك وثقة الإدارة فيك، وهذا هو الرد الصحيح والفعال والمؤثر على هذه المحاباة.
4- اعلمي أن الأرزاق بيد الله وحده، وأنه قسمها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومهما حاول إنسان أن يأخذ نصيب غيره فلم ولن يستطيع ذلك مهما كانت قدرته ومهارته، فأحسني الظن بالله، وخذي بالأسباب، وأكثري من الدعاء أن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الرضا به، وراجعي نفسك، وغيري موقفك إلى الأفضل والأحسن، واقبلي التحدي ببذل المزيد من الجهد والجد والاجتهاد، مع اليقين بأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله.
وبالله التوفيق.