كلما هممت أن أقوم بأمر أصابني خوف واكتئاب.. كيف أعيد ثقتي بنفسي؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عند السجود أنوي أن أطيل والإكثار من الدعاء لله عز وجل، لكن سرعان ما يصيبني ألم شديد في مفاصل ذراعي عند السجود، حيث إني لا أستطيع السجود لأكثر من دقيقتين.

هناك أمر آخر، أنا -والحمد لله- دائم التوكل على الله، لكن لا أدري لماذا كلما هممت أن أقوم بأمر أصابني خوف واكتئاب، منذ فترة حصلت على فرصة عمل -والحمد لله- واليوم جاءني إيميل يخبرني بساعات العمل، ماذا أفعل وكيف أعيد ثقتي بنفسي؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية، أخي لديك 5 استشارات سابقة كلها تدور حول نفس المحتوى القلق التوقعي، عدم القدرة على التركيز، افتقاد الدافعية والطموح، تقريبا تدور في نفس السياق في استشارتك هذه، وإن كان هنالك بعض الاختلاف.

كما ذكرنا لك سلفا أرجو أن لا تظن في نفسك أنك ضعيف الشخصية، هذا المفهوم نفسه هو المشكلة، الله تعالى خلقك بكل الإمكانيات وبكل المقدرات، وأعطاك الخيار في الاستفادة من هذه المقدرات: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) موضوع التوكل مطلوب منا، الأمور لا تأتي لوحدها، السماء لا تمطر ذهبا ولا فضه أبدا، لا يعني أنني إذا توكلت على الله سوف تحدث لي الأمور تلقائيا، نعم، التوكل في حد ذاته عبادة عظيمة جدا، لكن يجب أن تكون لي النية للقيام بما يجب أن أقوم به، والنية هي العزم والقصد، وأن تبدأ في التنفيذ، بهذا تكون قد أكملت دورة المسببات الحقيقية للأداء، توكلت وأقدمت وعملت وأنجزت، هكذا الأمور أيها الفاضل الكريم، لا تتردد أبدا، التردد أمر سيء جدا.

اضبط نفسك بمواعيد الصلاة (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، اعط كل شيء حقه، القيمة الزمنية الخاصة به حدد لها وقتا، وأحسن إدارة وقتك، ودائما فترة الصباح هي فترة الإنجازات العظيمة، إذا أنجز الإنسان في فترات الصباح يستطيع أن ينجز إنجازا كبيرا، تخلص من هذا القلق التوقعي من خلال حسن إدارة الوقت، والحمد لله أتاك الآن الإيميل يخبرك بساعات العمل، هذا أمر جميل جدا، وآلاف الناس يبحثون عن العمل، وأنت -الحمد لله- لديك عمل، فلا تتوجس ولا تقلق حول هذه الأمور على العكس تماما، يجب أن تفرح بها ، ويجب أن تكون منضبطا في عملك، ويجب أن تكون إنسانا تفاعليا، أعتقد أنك محتاج للتطبيق أكثر من التفكير، اجعل أفعالك تسبق فكرك، هذا سوف يساعدك كثيرا أيها الفاضل الكريم.

أما بالنسبة لموضوع الألم الذي يأتيك في مفاصل الذراعين عند السجود، هذا قد يكون ناتجا من تقلص أو تكاسل عضلي، فعليك بتطبيق الرياضة، وعليك أن تكثر من تمارين الإحماء التي تقوي عضلات الذراعين، هذا أمر في غاية البساطة، فلا تتردد حياله أبدا، أرجو أن تأخذ الاستشارات السابقة كمكمل لهذه الاستشارة وتطبق كل ما ذكرناه لك سابقا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات