السؤال
السلام عليكم
إنني أعيش حالة قلق ومرض وصدمة، في الحقيقة أحببت فتاة واتفقنا على الزواج، كنا متفاهمين وكنت مثالا للزوج الخلوق، إلا أنها في الأخير تركتني بعدما أهانتني لا لشيء سوى أنني أمرتها بالحجاب، مشكلتي أنني رفضت لأنني اقترحت عليها أن نكون أسرة مسلمة، ووالله كنت معها خلوقا وأوفر لها كل ما تريد فصدمت، أصبحت الدنيا هكذا يهان المرء من أجل دينه، أريد نصيحة وحلا.
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم رضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبعد:
فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نطلب صاحبة الدين، والحجاب من أهم مظاهر التدين؛ فكيف تترك المحجبات وتتفق مع فتاة وتصرف عليها دون أن تكون بينكما علاقة تعترف بها هذه الشريعة، وتريد من وراء ذلك تكوين أسرة مسلمة؟
لابد أن تعلم أن المقدمات الصحيحة هي التي توصل إلى النهايات السعيدة، وأن كل خلل ونقص يمكن إصلاحه إلا نقص الدين وقلة الخوف من الله رب العالمين.
ولا داعي للقلق والضيق فالنساء غيرها كثير، واحمد الله الذي صرفها عنك قبل أن تدخل عش الحياة الزوجية، وإنما تهين العاصية لله نفسها وتفضح أسرتها وتسيء لزوجها وتفسد أطفالها: ((وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم))[البقرة:216].
فانتبه لنفسك، واتق شر من أحسنت إليها، واعلم أن العطار لن يصلح ما أفسده الدهر، وأحسن الشاعر بقوله:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ولا أظن أن في الأمر إهانة لك، وحق لك أن تعتز بدينك وتفتخر بتمسكك بأحكامه وآدابه، واعلم بأن ((لله العزة ولرسوله وللمؤمنين))[المنافقون:8].
وبالله التوفيق.