واجهت ظلماً وإحباطاً من جيران سوء، وأخاف على مستقبلي

0 22

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة سنة ثانية قانون خاص، قبل ثلاث سنوات حدث لي أنا وعائلتي نزاع مع جيران سوء، اعتدوا علينا بالضرب والعنف في غياب الأب ظلما، وفي المحكمة استغلوا نفوذهم وكان الحكم ضدنا ولصالحهم، فتم الحكم علينا بشهر حبس مع وقف التنفيذ وغرامة، مما شكل لي أكبر عقدة نفسية.

بعد مرور ثلاث سنوات كرروا معنا نفس الشيء، والآن نحن مجددا في المحكمة مع قضية أخرى، وأنا أريد الالتحاق بالأمن الوطني، وأخشى أن يتم رفضي بسبب عقوبة الحبس، مما شكل لي وسواسا وخوفا.

لا أعلم ماذا أفعل؟! أحس بأن مستقبلي ضاع، وأحمل فوق طاقتي، وأنا أصلي وأدعو لله أن لا يحرمني من أمنيتي، وأن لا يؤثر هذا المشكل على مستقبلي المهني، والله لا أعلم ماذا أفعل؟ أدعو دائما في صلاتي على جيران السوء، وظلمهم لنا، حسبي لله ونعم الوكيل، أريد رأيكم لأنني تحطمت كليا، ألم نفسي وجسدي ومادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونسأله تبارك وتعالى أن ينصركم على كل ظالم، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أرجو أن يكون هذا الذي حدث لكم من ظلم دافعا لك في إكمال الدراسة في هذا المجال القانوني، وفي تطوير مهاراتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينتقم من كل ظالم يظلم عباد الله على أرض الله تبارك وتعالى.

نبشرك بأن الإنسان خير له أن يكون مظلوما لا أن يكون ظالما، فإن المظلوم ينتظر تأييد الله تبارك وتعالى، والظالم ينتظر انتقام الله تبارك وتعالى، فأرجو أن يكون تأثير هذا الموقف الذي حدث رغبة في نصرة المظلومين والدفاع عنهم، وإتقان هذه الدراسة حتى تكوني عونا للمستضعفين.

أرجو كذلك أن لا تتأثري بعدم قبولك في الجهة التي تشترط أن لا يكون للإنسان سجل في المحاكم أو نحو ذلك، واعلمي أن أبواب الرزق واسعة، والخير يقدره الله تبارك وتعالى، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) كما قال ربنا تبارك وتعالى، وما يختاره الله للإنسان خير مما يختاره الإنسان لنفسه.

نحب أن نؤكد لك أن مفاتيح الرزق واسعة، ونحن لم نكلف بأن نجهد أنفسنا في هذه المسألة، فقط علينا أن نسعى كما قال ربنا العظيم: (فأمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، فالإنسان عليه أن يتخذ الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

من أسباب الرزق إتقان الدراسة وإكمال الدراسة ثم البحث بعد ذلك عن الرزق الحلال الذي فيه طاعة لله، فيه عون على طاعة الكبير المتعال سبحانه وتعالى، فلا تنزعجي من المستقبل ولا تخافي على الرزق فإن الله تكفل به، واجتهدي في دراستك واجتهدي قبل ذلك فيما خلقك الله له من العبادة، قال سبحانه (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد يطعمون)، فاجتهدي فيما خلقك الله لأجله، واحرصي على أن تكوني متفوقه في دراستك.

اعلمي أن هذا الظلم الذي وقع عليكم ستنالون عليه فوزا في الدنيا وفلاحا وأجرا جزيلا في الآخرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إكمال الدراسة، وأن يعينك على النجاح في مستقبلك وحياتك العلمية والعملية وفي مستقبلك المهني.

كذلك أرجو أن تجتهدي في طاعة الله وذكره، وكذلك أيضا أكثري من الدعاء الذي ورد وهو (حسبنا الله ونعم الوكيل) وكذلك لا ينبغي أن تتحطمي لأجل موقف حصل لك، فكما قلنا الإنسان يتعلم من خلال هذه المواقف، وأيضا سوف تجدين إن شاء الله من ينصرك في مستقبل أيامك، فقط عليك أن تتفوقي في الدراسة وتقومي بما عليك، وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات