السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أود شكركم على ما تقدمونه لنا من حلول ونصائح، جزاكم الله خيرا.
أنا امرأة متزوجة منذ أربع سنوات، ولدي طفل، ومشكلتي هي أنني لا أشعر بأني متزوجة! فزوجي لا ينام معي على فراش واحد، ودائما يتهرب، وتكاد تكون العلاقة الجنسية بيننا شبه معدومة.
ألاحظ أنه يستيقظ في منتصف الليل ويشبع رغباته عبر وسائل أخرى لا علم لي بها، مع الرغم أنني أقوم بكل واجباتي تجاهه، وأقوم أيضا بالصرف على نفسي وابني من راتبي، وهو أحيانا يقوم بتلبية بعض متطلبات المنزل.
أخجل من مصارحته برغباتي، وحاولت أن أكون المبادرة ولكن لا شيء، تكاد تكون العلاقة بيننا أربع مرات بالسنة فقط!
أفكر جديا بطلب الطلاق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om B حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك -أختي العزيزة-، وأهلا وسهلا بك في الموقع، وأسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويكشف غمك، ويصلح زوجك، ويجمع شملكما على محبة واستقرار وخير.
لا شك أني أتفهم مدى ما تشعرين به من ألم وضيق وقهر، إلا أن الواجب الاعتدال في الشعور بالضيق، والحرص على لزوم الصبر على الابتلاء احتسابا لثواب الله والرضا بالقضاء مع حسن الظن بالله والاستعانة به والتوكل عليه، وعدم اليأس من إصلاح زوجك والصبر عليه.
ويبقى الواجب في لزوم الهدوء والصبر والحلم والحكمة وضرورة عدم التصادم معه بما يوقع في زيادة الإساءة إليك وهجرك.
ومن المهم بهذا الصدد محاولة التجمل له والتزين والتودد وإثارة رغبته بالأناقة والرشاقة والدعابة بلطف وهدوء، وكذا جذب محبته وعطفه ولطفه بالبعد عن أي أخطاء قد تسهم في كراهيته لك إن توفرت من إهمال في الخدمة والمعاملة ونحوها، وحاولي تجنيبه وسائل الإثارة المحرمة ما أمكن، والدفع به للصحبة الصالحة، واستماع المواعظ الطيبة.
فإن لم يجد ذلك فلا بد من الجلوس والحوار معه بهدوء ومحاولة التعرف على السبب، وبيان محبتك له وتقديرك لشخصه وحقوقه، وتذكيره بحقوقك الشرعية، وكون البعد عنك فتنة لك في دينك ودنياك، واحذري أن تصرخي عليه أو تستفزيه أو تبكي وتنهاري أو تطيلي الشكوى له أو المقاطعة لكلامه.
ومن المفيد الثناء عليه وعلى كرمه ورجولته والتي ربما مسها ضعف بسبب مرض يحتاج فيه لمراجعة الطبيب النفسي أو غيره.
ويمكن الإشارة من غير اتهام مباشر بخشيتك من تعاطيه للعادة السرية فإنها خلق لا ينبغي للمتزوجين، خاصة لما فيها من إثم وظلم للزوجة؛ كون الإشباع الجنسي للطرفين وإنجاب الأولاد أعظم مقاصد الزواج لما فيه من تحصيل العفة والستر وغض البصر والمودة بين الزوجين، وأنه لا يؤمن المسلم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
عدم التفكير في الطلاق إلا عند الضرورة القصوى من خوف الفتنة في دينك ودنياك، وخوف الانهيار النفسي لشدة الحاجة إلى المعاشرة، أو شدة الشعور بالقهر، وعدم القدرة على الصبر بعد بذل النصح اللازم، وعدم جدواه والله المستعان.
احرصي على التخفيف من الضغوط النفسية عن نفسك بكل الوسائل المتاحة والمباحة من النزهة، والزيارة، والرياضة، والصحبة الطيبة، ومتابعة البرامج النافعة، والانشغال بما يعود عليك بالمنفعة في دينك ودنياك.
ولا أجمل وأفضل من الدعاء ولزوم الذكر والطاعات والصحبة الصالحة لاستجلاب عون الرحمن وتحصيل الراحة والاطمئنان وصرف وساوس النفس والهوى والشيطان، والله الموفق والمستعان.