السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري ١٩ سنة ونصف من تونس، نجحت في امتحان الباكالوريا دفعة 2019 ثم اخترت شعبة جامعية لم تناسبني لذلك انقطعت عنها، وبقيت في البيت أعد وأراجع لاجتياز امتحان إعادة التوجيه الجامعي لدخول جامعة الصيدلة.
المهم أثناء هذه الفترة أنا متفرغة، ووجدت الوقت الكافي لأهتم بفعل العديد من الأشياء، والالتزام أكثر في الدين، فانظممت إلى دورة لحفظ القرآن، وأصبحت أحضر دروس دين، وأذكر الله أكثر، وأقرأ القرآن وأحاول طاعة الله قدر استطاعتي، ولكن أشعر بأن هذا الوضع ربما لن يدوم خاصة وأنني سأعود للدراسة الجامعية العام القادم -إن شاء الله-، ولن أكون متفرغة كما قبل، وخاصة أيضا بأن دراسة الصيدلة صعبة ومدة دراستها طويلة (6 سنوات).
أنا أحزن عندما أفكر بأنني لن أجد الوقت الكافي للالتزام أكثر في الدين وقد أبعد عنه لا قدر الله، لذلك أصبحت أفكر في الزواج، وأدعو الله أن يرزقني قريبا بالزوج صالح يعينني على طاعته، ولكن هنا تكمن المشكلة، أولا: والداي لن يوافقا على تركي الدراسة وزواجي خاصة في سني هذا.
ثانيا: أنا أشعر بأن الزوج الذي أريده يصعب إيجاده في تونس، فالشباب هنا أكثرهم غير ملتزمين خاصة في البيئة التي أعيش فيها، والملتزم فيهم تجده يصلي فقط ويفعل الكثير من المعاصي الأخرى، أعلم بأن الإنسان خطاء وليس كاملا، ولكن على الأقل أريد شخصا مهتما أكثر بشؤون دينه.
المهم أصبحت في حيرة من أمري فهل أبدأ بدراسة الصيدلة وأنتظر أن يرزقني الله بزوج صالح أم لا لأكرس وقتي لدراسة العلم الشرعي؟
انصحوني بارك الله فيكم وأعتذر جدا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الجميل رؤية فتاة بمثل عمرك لديها كل هذا الطموح العلمي والالتزام الديني، فمن الواضح بأنك إنسانة ناضجة على قدر عال من الذكاء والخلق وفي داخلها الخير الكثير، فاهنئك -يا ابنتي- وأشد على يدك، وأبارك لك مقدما بالمستقبل الباهر الذي ينتظرك.
وأرى -أيتها العزيزة- بأنه لا يوجد تضارب بين طموحك الدراسي وبين التزامك الديني، فيمكنك الالتحاق بالجامعة وبنفس الوقت حضور حلقات الذكر وحفظ القران، بالطبع لن تكوني قادرة على تخصيص نفس الوقت الذي كنت تخصصينه لذلك قبل دخول الجامعة لكن لا بأس في ذلك، فمرحلة الدراسة الجامعية هي مرحلة مؤقتة ويمكنك العودة إلى نفس نشاطك السابق بعد انتهائك من الدراسة، كما أن دراستك الجامعية في الصيدلة أيضا هي عمل صالح سيفيد المجتمع وستؤجري عليه -إن شاء الله تعالى-.
أما بالنسبة للزواج فأرى أيضا بأنه يجب أن لا يتعارض مع طموحاتك، ولا يصح أن تؤجلي هذه الطموحات بانتظار من يتقدم لك مستقبلا بل أرى بأن تبدئي من الآن في الدراسة الجامعية، وأن تستمري بحضور حلقات الذكر وحفظ القرآن قدر ما يسمح به وقتك، وخلال هذا الوقت إن تقدم لك من ترضين دينه وخلقه ورأيت فيه صفات زوج المستقبل فلا بأس في أن تتزوجي وتستمري في دراستك ونشاطك الديني حسب ما يسمح به وقتك، وستحتاجين حينها إلى تنظيم وقتك حسب الأولويات، ويمكنك تأجيل الحمل إلى ما بعد التخرج، أو يمكن عمل الخطبة وتأجيل الزواج إلى ما بعد التخرج.
في كل الأحوال أرى بأن لا تستبقي الأحداث بل تعاملي مع الوقت الحاضر فلا أحد يعلم ماذا يحمل له الغد؟! والزواج هو كباقي الرزق المكتوب وستنالين رزقك عندما يشاء الله جل وعلا.
أسأله عز وجل أن يكتب لك كل الخير.