السؤال
السلام عليكم.
عمري 25 سنة، جامعية، متزوجة منذ 3 سنوات، وأم لطفل، وموظفة، ووالدة زوجي تعيش معنا، أعاني من مشاكل كثيرة ويومية مع زوجي، لا يسمح لي بإبداء الرأي في أي شيء في البيت، ويهينني ويستفزني، وأنا عصبية لا أتحمل فأرد على كل كلمة يقولها، ووالدته تتدخل بكل الأمور وتبدي رأيها ويتقبل منها، ولا يتقبل مني.
عندما أتعصب أقول الكثير من الكلام، ولكن كل ذلك بسبب طريقة تعامله معي، فهو دائما يحسسني أن لا قيمة لي حتى لو لم يكن هنالك مشاكل، لا أعرف كيف أتعامل معه؟ وكيف أجد الحلول لمشاكلي؟ علما أني أتنازل دائما له، وأقبل بكل ما يريد.
زوجي عمره 40 سنة، قلبه طيب لكنه عنيد ولا يقبل رأي أحد، ودائما يشتمني أنا وأهلي، أيضا لا يقبل أن أتسوق احتياجاتي واحتياجات طفلي بحجة سوء ذوقي وأني لا أفهم شيئا، فصرت أتسوق من خلال الإنترنت، أيضا يستهزئ بي أمام الناس، ولا يقدر تضحياتي، وأحيانا يضربني، علما أن الناس تحترمني وتقدر قيمتي في المجتمع.
أنا أعترف أنني لا أستطيع السكوت عندما يخطئ في حقي، لا أتحمل القسوة وعدم المبالاة والإهمال من قبله، وهو دائما يسهر خارج المنزل، علما أنه يخرج معي إلى مطاعم وغيرها، لكننا نعود بمشاكل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nouralhouda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الاحتكاكات بين الأزواج من الأمور الطبيعية، ولكن الذي لا نريده أن تستمر هذه المشكلات، لأن ذلك يعني أن الطرفين لم يفهم بعضهما الآخر، فأنت ينبغي أن تعرفي طبيعة زوجك، وزوجك كغيره من الرجال فيه إيجابيات وفيه سلبيات، وكذلك أنت، فنحن بشر؛ النقص يطاردنا من كل ناحية، والسعداء هم الذين يعرفون الجوانب الإيجابية فيشكرون الله عليها، ثم يجتهدون في تغيير الجوانب السلبية، أو التعامل معها لكي يتأقلموا، الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات.
وأعجبني أنك في نهاية السؤال ذكرت أنه يذهب بكم إلى المطاعم، فلو ضخمت مثل هذه الإيجابية وأظهرتم الفرح عليها وتحملتم ما يحدث في طريق العودة إليها، فإن مثل هذه الأمور تشجع على مزيد من الحسنات.
كذلك أيضا ينبغي أن تظهري له الاحترام، خاصة أمام والدته، لأن مثل هذه الأمور تؤثر كثيرا عليه، فقد يضطر الرجل إلى أن يبرز عضلاته ويبدأ يشتم أو يسيء إذا كانت الإساءة أمام والدته، أو كان الرد عليها أمام والدته.
نحن طبعا لا نوافق على أنه لا يعطيك قيمة، وأنت ولله الحمد متعلمة، ولكن أرجو أن تأخذ الأمور حجمها المناسب، وتجتهدي في تغيير طريقتك؛ لأننا نشكر لك أنت هذا التواصل والاهتمام والبحث عن الحل، ولا يعني أننا نؤيد الرجل فيما ذهب إليه، ولكن دائما الطرف الذي يتواصل مع موقع إسلامي يريد النصيحة؛ نحن ندعوه أولا إلى أن يحرص على الطاعة لله تبارك وتعالى، واعلمي أن الحياة الزوجية والعلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن الذي يحسن من الأزواج أو الزوجات ينال الأجر والقرب عند الله تبارك وتعالى، والمسيء والمقصر يسائله الله تبارك وتعالى، وخير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه.
أنت أعلم بطبيعة زوجك، ولذلك لا تحاولي أن تصادمي رغباته، ولا تحاولي أن تظهري أنك أعلم، أو تشعريه بذلك، لأن مثل هذه الأمور هي التي تؤثر، وهي التي غالبا تكون سببا في مثل هذا العناد، كما أن نجاح المرأة في الحياة ينبغي أن تشرك فيه الزوج، وكذلك نجاح الزوج ينبغي أن يقول (نجحنا جميعا)، ونعترف لبعضنا بالفضل.
أيضا نحن نشكر لك – ابنتنا الفاضلة – اعترافك بأنك لا تسكتين وأنك تردين، طبيعي هذا، نتيجة طبيعية، ولكن عندما تردين كلمة سيرد بكلمتين، فلذلك نتمنى أن تجتهدي فيما يلي:
1. الدعاء لنفسك وله.
2. أخذ الأمور بينك وبين زوجك على أنها طاعة لله تبارك وتعالى، وأن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.
3. الصبر على الزوج، وإذا لم يصبر الزوجان على بعضهما فعلى من يكون الصبر؟
4. إظهار الاحترام له خاصة في حضور والدته.
5. الصبر على والدته باعتبارها أما وكبيرة في السن، وطبعا كبير السن يتكلم وينصح، وهذا يحتاج منك أيضا إلى صبر وإلى حسن استماع، يعني على الأقل لما نحسن الاستماع نرضي كبار السن، (قد سرك من أرضاك ظاهره).
6. ينبغي أن تتجنبي الأمور التي تجلب التوتر.
7. ينبغي أن تدركي أن هذا الزوج الذي اختارك وتزوجك هو بلا شك يثق فيك، بلا شك عندك قيمة له، وإلا لماذا اختارك؟ ولماذا أنجب منك؟ هذا كله ينبغي ألا يزول مع ما يظهر أنه إهانة أو انتقاص من حقك أو كذا.
8. لا بد أن تعرفي نمط شخصية الزوج، وبعض الرجال يريد أن يظهر أنه دائما على صواب، هذه أمور ينبغي أن تأخذ حجمها المناسب.
أكرر: نحن لا نؤيد الخطأ سواء كان من الزوج أو منك، لكن نشجع التأقلم والتكيف والتعايش مع الأوضاع، لأن ما بين الأزواج أكبر من مجرد مشكلات أو اختلاف على ثوب أو شراء شيء أو زعم هذا أن هذا لا يفهم أو لا يعرف، الذي بينكم أكبر من هذا.
نكرر لك شكرنا على التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أيضا أن يعين زوجك حتى يعرف قدرك، ونتمنى أيضا أن تنجحا في تربية الطفل أو الأطفال الذين سيرزقكما الله تبارك وتعالى إياهم، وهذا قطعا يحتاج إلى بيئة هادئة، وبيئة خالية من المشكلات ومن التوترات، وأقصر طريق لتفادي المشكلات هو تفادي أسباب هذه المشكلات، ونوصيكما دائما بالتعاون على البر والتقوى، فإن أكثر ما يصلح البيوت هو طاعتنا لعلام الغيوب، قال العظيم: {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.
هذه وصيتنا لك ولأنفسنا ولزوجك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجلب لبيوتنا السعادة والاستقرار، وأن يعيننا على الصبر على بعضنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.