السؤال
السلام عليكم..
زوجي يأتيه هاتف في رأسه يقول له أمورا تكون أحيانا حقيقية غائبة عنه، ولم يكن يركز معها ولا يصدقها، وأحيانا أحلام تحدث بعدها في الواقع، وقد حدث موقف قريب جعلني أنا وزوجي نصدق ونعتقد بأنه من الجن، لأنها أحداث قديمة في الأسرة، وأنا خائفة من أن يتلاعب بنا هذا الشيء، لأن زوجي أصبح يصدقه!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفيدة عائشه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله:
الحواس التي خلقها الله في الإنسان خمس: إبصار، وسمع، وذوق، وشم، ولمس، وهنالك ما يطلق عليه البعض الحاسة السادسة، وهذا ما يطلق عليه عند المسلمين بالفراسة، ولا يمتلكها كل أحد، بل تتفاوت من شخص لآخر، وبعضهم ليس عنده شيء من ذلك، والفراسة مرتبطة بقوة الإيمان، وهي المذكورة في قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}، وورد في الحديث: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"، فالتوسم المذكور في الآية هو الفراسة، ولقد كان من المشهورين بالفراسة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضوان الله عليه-، ولقد صح عنه أنه كان يخطب في الناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ به يقول: "يا سارية الجبل يا سارية الجبل"، فتعجب الصحابة -رضي الله عنهم- من كلامه هذا، وكان للمسلمين جيش في العراق بقيادة شخص اسمه سارية، وسمع سارية هذا النداء فانحاز إلى الجبل فنصرهم الله تعالى ... القصة.
هنالك من يدعي الفراسة، وليس منها بل هو من إيحاء الشياطين لأوليائهم، ويعرف هؤلاء بانحرافهم عن دين الإسلام.
قد تكون بعض الأسر معروفة بذلك، ويكونون منحرفين عن دين الإسلام، وذلك بفعلهم بعض المخالفات الشرعية، فيكون ما يحدثون به من باب الكهانة التي يخبرهم بها الشياطين، فإن استمر نسل هذه الأسرة على نفس الطريق فإن الشيطان يستمر معهم بإخبارهم عما سيحدث، وذلك عن طريق استراق السمع، ولكنه يأتي بالحق ويكذب معها مائة كذبه.
قد يستقيم شخص من تلك الأسرة، وتأتيه الشياطين بتلك الأخبار من أجل أن يفتنوه، فإن رضخ لما أرادوه منهم استمروا في نقل ما يسترقونه من الغيب، وإن استعاذ بالله منهم ولم يعطهم ما يريدون انصرفوا عنه، والذي أنصح زوجك أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن يحافظ على أذكار اليوم والليلة، ويكثر من تلاوة القرآن حتى يكون متحصنا من الشياطين.
بالنسبة للرؤيا فإنه ينظر إلى تحققها من خلال استقامة الشخص أو عدمه، فإن كان صالحا وصاحب دين فذلك من عاجل بشرى المؤمن، وأما إذا كان منحرفا فذلك يفسر إما ابتلاء من الله أو أن للشيطان تدخلا في هذا المجال، فيري الشخص في منامه ما حصل لفلان من الناس، فإن وجده وسأله قال فعلا حصل لي كذا وكذا.
قد يكون عند زوجك حالة نفسية وهي الوهم، والتي تجعله يخبر بأشياء فيتوافق وقوعها مع وهمه - وهذا أمر ملاحظ عند بعض الناس-، فيظن بأن ذلك كرامة أو ما شابه ذلك، ولذا أوصيكما ألا تشغلا نفسيكما بمثل هذه الأمور، واحرصا على ما ينفعكما واستعينا بالله ولا تعجزا.
لو أمعنت النظر بما يخبر به زوجك أو يراه في المنام فلن تجدي إلا أمورا دنيوية محضة، وهذه لا ينبني عليها عمل يقرب إلى الله تعالى، بل إن الشيطان يأتي بها لقصد الإغواء، وإن تحدث بها مع الناس فسوف يتأثر الناس به ويدخلونه في مجال الكهانة والشعوذة، وهذا هو مقصد الشيطان الرجيم، فعليكما أن تغلقا هذا الباب حتى لا يفتح عليكما شرا عظيما.
ولعل أمر زوجك متصل بما كان يحصل لأسرته؛ فقد ذكرت أن أسرته كانت على علاقة مع الجن والعياذ بالله.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يلهمكما الرشد، وأن يوفقكما لترك هذه الأمور وعدم الاكتراث بها والله الموفق.