السؤال
السلام عليكم.
بنت أختي يوجد عليها سحر، وعندما نقرأ القرآن على الماء ونعطيه لها تقول أن الماء مر، إلى جانب أنها تحلم أحلاما مفزعة مثل الثعابين وأن شخصا ما يجامعها، فنصحتها بقراءة القرآن والصلاة، ولكنها عندما تريد أن تقوم للصلاة فأثناء الوضوء ترى الماء بلون الدم وترى أيضا به ثعابين فلا تستطيع الصلاة، فأرجو من سيادتكم إفادتي في هذا الموضوع، وأرجو أن يكون سريعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ا.ا.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي هذه الفتاة، وأن يصرف الشرور والأسقام عن المسلمين والمسلمات، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، فمن رضي فله الرضى وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، أن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له أو أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، وإذا كان المرض من قدر الله فإن الدواء والاستشفاء من قدر الله، والمسلم يدفع الأقدار بالأقدار، فيطلب الدوء للأمراض، وما من داء إلا له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله.
والسحر فعل الشياطين وأعوانهم، والساحر كافر، ولا يملك الساحر أن يضر أحد إلا بإذن الله، قال تعالى: (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ))[البقرة:102].
وفي القرآن علاج من السحر والشرور، قال تعالى: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ))[الإسراء:82] فالعلاج المشروع يكون بالقرآن والأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أدوية نافعة بإذن الله .
والصواب أن تقرأ الفتاة على نفسها إن استطاعت، أو يقرأ عليها محرم من محارمها، ولا بأس من طلب الرقية والعلاج ممن عرف بالالتزام بالإسلام، والخوف من الرحمن، وعلى أن يكون علاجه بالقرآن والسنة، مع مراعاة الترتيب في آيات القرآن، وأن تكون الرقية بكلام عربي فصيح مفهوم، وأن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الشفاء عند غير الله، وأن لا يطلب المعالج أشياء غربية أو يختار مكانا مظلما أو يفعل طلاسم، أو يسأل المريض عن اسم أمه، فإن فعل شيئا من ذلك فهو دليل على أن علاجه ليس شرعيا، وأنه ممن يستعمل الشياطين في العلاج، ولن يتمكن من فعل ذلك إلا إذا وقع في معصية وأصر عليها.
ولا شك أن الصلاة علاج ودواء، وأرجو أن نعمر البيت بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وذلك بإقامة حلقة للتلاوة، وتشغيل أشرطة كاست في الليل وفي النهار، والمواظبة على أذكار الصباح والمساء، ولا بأس من معاونتها على الوضوء وتشجيعها ومشاركتها في ماء الوضوء، حتى تعلم أن ذلك مجرد تخيلات، ولا ينبغي أن تترك الصلاة حتى ولو بطهارة التيمم أو بجلب ماء للوضوء.
وأرجو أن تكثروا لها من الدعاء وخاصة من والديها، وأكثروا من الاستغفار والصدقة، ولا تيأسوا من مواصلة العلاج، واجتهدوا في إبعاد المعاصي وأدواتها من المنزل.
نسأل الله أن يكتب لها الشفاء العاجل.
والله الموفق.