كيف أتعامل مع أخواتي اللاتي لا يحترمنني؟

0 33

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 19 سنة، مشكلتي أن أخواتي يشتمنني ويهينني كثيرا، وأحاول كظم غيظي وعدم الرد من أجل الأجر، لا أرد عليهم بغير: الله يسامحكن، كثيرا ما يسخرن مني، وأحاول ألا أفكر بما يقولن كي تدوم العلاقات، ولا أرد أبدا، والحمد لله الذي رزقني الصبر.

من طبعي أني أسكت ولا أتكلم عند حدوث مشكلة، وعادة ما تمر بسبب عدم ردي وكأن شيئا لم يكن، لكن لأني لا أرد أصبحن لا يحترمنني أصلا ولا يمر يوم بغير أن يسخرن مني أو يشتمنني، وأحزن كثيرا وأبكي، وأصبحت أشعر بالذل، لا أعرف هل هذا هو الصفح!

أنا أحاول أن أنال أجر الذي يصفح ويسامح ويتواضع؛ لأني أعلم أن شأنه كبير عند الله، ولكن الآن أشعر أن ما أفعله خطأ وليس هذا الذي يريده الله؛ لأن الله لا يرضي الذل لأحد، لا أعرف كيف أتصرف، هل أرد عليهن أم أخاصمهن، أم ما أفعله هو الصحيح؟

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

- بداية أحيي فيك روح التسامح والعفو التي تمتازين بها، والعفو والتسامح لا يدل على الضعف، بل هو من قوة الشخصية، ومن حسن الأخلاق، فقد رغبنا الإسلام بهذا الخلق الكريم، فقال تعالى "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" [ سورة الأعراف ]، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ".رواه مسلم، قال النووي في شرح الحديث: "فيه أيضا وجهان: أحدهما: أنه على ظاهره، وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وإكرامه، والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك ". فأنصحك بالمزيد من التسامح.

- أنصحك لتجاوز ما يجري لك بتقوية الإيمان بالله، وبكثرة التضرع والدعاء بأن يؤلف الله بين القلوب، وأن يصرف عنك أذى الآخرين، وأكثري من قول حسبنا الله ونعم الوكيل.

- من الأشياء التي لها أثر وتؤلف بين القلوب وتبعد عنك الأذى الإحسان إلى الآخرين، ومن ذلك إهداء الهدايا، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " تهادوا، فإن الهدية تذهب وغر الصدر " رواه أحمد.، وفي رواية" تهادوا تحابوا".

- مما أنصحك به أن تكوني صريحة مع من يبالغ في الأذية ببعض النصائح التي فيها التذكير بأهمية صلة الرحم، وحرمة الأذى للآخرين، وأنك لا تقبلي بتكرار هذا معك مرة أخرى.

- أخيرا أرجو أن يكون لديك سعة صدر، فقد يكون بعض ما تظنين أنه أذى وإهانة أنه قد لا يكون كذلك، وإنما هو من باب الدعابة والمزاح معك، وهذا محتمل، فأرجو التنبه لهذا.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات